تحتفي مؤسسة "الأرشيف الوطني للهند" بفن الخط المغربي بمناسبة الذكرى ال 128 لتأسيسها، من خلال استضافتها لمعرض خطاطين مغربيين بالعاصمة نيودلهي . ويضم المعرض،الذي افتتح بمقر المؤسسة، بحضور سفير المغرب في الهند محمد مالكي، وأعضاء من السفارة وعدة شخصيات هندية من عالم السياسية والفن والثقافة، لوحات للخطاطين المغربيين محمد قرماد والصديق الحضري، تبرز مدى دقة وروعة وجمالية الخط المغربي والخصوصية الفنية التي يتميز بها . وقال الخطاط قرماد، في تصريح صحافي، إن مشاركته في هذا المعرض الفني تهدف إلى التعريف بالخط المغربي الأصيل بمختلف أنواعه وأشكاله، مشيرا إلى أن اللوحات المعروضة تتضمن كلمات وجملا من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وبعض الحكم . وأضاف أن الهدف من إقامة مثل هذه التظاهرات الفنية يتمثل في إيصال فن الخط المغربي إلى سائر أنحاء العالم، ليكتسب إشعاعا أكبر ويساهم بنصيبه في التعريف بالمقومات الفنية والثقافية التي تزخر بها المملكة، مبرزا أن الخط المغربي مافتئ ينتزع إعجاب الأجانب والمهتمين في كل مكان . ومن جانبه، أوضح الخطاط الحضري أنه يقدم، في هذا المعرض، لوحات تضم جملا ذات بعد فلسفي ودلالي عميق لكل من ابن عربي وجبران خليل جبران، مشيرا إلى أنه يعرض على سبيل المثال ثلاث لوحات تحمل نفس الجملة لكن بمكونات فنية مختلفة . وأضاف أنه يسعى في أعماله إلى إبراز فكرة مفادها أن فن الخط يتميز بمرونة كبيرة تمك نه من تقديم أشكال مختلفة لنفس الكلمة أو الجملة، بارتباط مع "مساهمة روح الخطاط وإبداعه في العمل الفني". ومن جهته، قال رئيس قسم الفنون التشكيلية بمديرية الفنون التابعة لوزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة، منصور عكراش، إن المعرض يعد فرصة لإبراز فن الخط المغربي باعتباره أحد الجوانب الثقافية التي تتميز بها المملكة، مضيفا أن جمهورا هنديا متميزا، من مثقفين ومفكرين، سيأتي للاطلاع على ما يزخر به الموروث الحضاري والثقافي المغربي في هذا المجال . وأكد أن تنظيم هذه التظاهرة، التي تستمر عشرة أيام، يندرج في إطار دينامية التعاون والتبادل الثقافي بين المغرب والهند، لافتا الانتباه إلى أن هذا الحدث يشكل جزء من برنامج للتعاون الثقافي بين البلدين يمتد للفترة ما بين 2016 و 2019 . وأضاف ان هذا المعرض سيتخلله تنظيم ورشات عمل من طرف الخطاطين المغربيين، اللذين سيعرضان طريقة اشتغالهما على الخط بشكل مباشر أمام الجمهور، كما سيتم تقديم شروحات حول نوعية المداد المستخدم وأنواع الأقلام المستعملة في هذا المجال، بالإضافة إلى سرد لتاريخ هذا الفن العربي والإسلامي، مع التركيز على المدرسة المغربية . كما سيعقد الخطاطان المغربيان قرماد والحضري، بهذه المناسبة، لقاء مع فنانين محليين في إطار محترف تفاعلي يعكس قوة ومتانة الروابط الثقافية والفنية التي تجمع بين المغرب والهند. وسيتم نقل المعرض، المنظم بتعاون بين مؤسسة "الأرشيف الوطني للهند" و"المجلس الهندي للعلاقات الثقافية"، إلى مدينتي بهوبال بولاية ماديا براديش وجايبور بولاية راجستان. والخطاط قرماد خريج معهد المغرب العربي الكبير ومعهد فنون وحرف في مجال الفنون الغرافيكية والخدع السينمائية، وحاصل على إجازة في الخط العربي من العراق، التحق بالإذاعة والتلفزة المغربية سنة 1969، وعمل على إحداث وحدة الغرافيزم بها، وأقام عدة معارض للخط العربي داخل المغرب وخارجه، كما أنه أستاذ بكلية الآداب للخط والفنون الغرافيكية، ورئيس الجمعية المغربية للخط العربي والزخرفة . أما الخطاط الصديق الحضري فهو من خريجي مدرسة الفنون التشكيلية بالرباط، ويعد من بين أشهر الخطاطين في العالم العربي وأحد أقطاب هذا الفن الأصيل . وهو يعمل منذ 2010 على تلقين أصول ومبادئ الخط العربي بكل تلاوينه في أوروبا. ويعد الخط المغربي أحد أنواع خطوط الأبجدية العربية ، إذ ينتشر استخدامه في بلاد المغرب العربي ، من ليبيا وتونس إلى الجزائر والمغرب وموريتانيا وحتى جنوب الصحراء، كما استخدم سابقا في بلاد الأندلس.