في إطار برنامج المعارض التي تسطرها وزارة الثقافة في الأروقة التابعة لها، احتضن رواق محمد الفاسي بالرباط مساء الجمعة 14 رمضان موافق رابع شتنبر معرضا أول من نوعه، ضم أهم أعمال الفنانين الخطاطين المتفوقين في فن الخط المغربي، والذين كانت من نصيبهم «جائزة محمد السادس لفن الخط المغربي» ،وهي جائزة سنوية. والجوائزالمحصل عليها بلغ أعلاها خمسة ملايين سنتيم، بعضها: جائزة الامتياز لشخص الفنان محمد المعلمين ، وجائزة تكريمية للفنان محمد قرماد ، المختص في الفنون الغرافيكية ، وبعضها جوائز ترتيبية،إذ حصل على الجائزة الأولى(شهادة تنويه)، كل من الفنانين محمد امزيل ، الفائز بالميدالية الذهبية لجائزة الكوفة في مهرجان بغداد العالمي الثالث للخط ، وجمال بنسعيد ، الحاصل علي الرتبة الأولى في الخط المغربي في مسابقة اسطنبول الدولية ، ومصطفى فلوح ، الحاصل علي جائزة في خط الثلث الجلي في المسابقة الدولية لفن الخط ، وعلى الجائزة الثانية كل من عبد الرحيم كولين وحميد الخربوشي ، الحائزين على جائزة التميز لجائزة محمد السادس لفن الخط المغربي ، وعلى الجائزة الثالثة كل من عبد الالاه أمزيل ، الذي حقق الرتبة الأولى في مباراة الخط العربي ، وعبد الصمد محفاض الذي اختير من بين أفضل عشرين خطاطا في المسابقة . ويوضح محمد المغراوي ، رئيس اللجنة الوطنية لفن الخط، أن ملتقى الخط هذا برواق محمد الفاسي هو تتويج لجهود حصل بفضلها الفنانون الخطاطون المغاربة على جوائز تقديرية وتشجيعية العام الماضي .وهذا التحفيز من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه على طاقات مغربية واسعة من أجل تطوير فن الخط العربي والدفع به قدما. إن هذا الحدث الفني ستكون له دلالة ومغزى كبير إذ أنه سيفسح المجال لأروقة كثيرة، بالرباط والقنيطرة، للتنبيه لأكثر من أربعين فنانا يجسدون الحقل التشكيلي المغربي والأجنبي على السواء،كماسيفسح هذه المجال لمؤسسات ثقافية مشاركة للتعارف وتبادل التجارب بغاية توحيد الرؤى حول مشاريع ثقافية مستقبلية.ويمتح هذا التعبير الحروفي الفني قوته الجمالية والفكرية من كونه يواكب شهر رمضان الفضيل بطهرانيته وقدسيته. من جهته، يصرح محمد بنيعقوب رئيس قسم الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة أن الهدف المنشود من وراء ملتقى محمد الفاسي لفن الخط المغربي،هو تنظيم تظاهرة فنية في فن الخط ، لاسيما وأن هذا الملتقى قد عبرعن مستوى رفيع من الحرفية الفنية ،وسيشكل لبنة أولى لانطلاقة سليمة نحو تنظيم معارض أخرى في مثل هذا المستوى وأكثر بل والتفكير في تنظيم معرض عربي أودولي أو مهرجان أوبينال كل سنتين او ثلاث سنوات. ويردف أن هذا المعرض سيشهد تنظيم مجموعة من المحترفات والمشاغل الفنية، فيوم 17 شتنبر ، سيحتضن رواق محمد الفاسي هذا ورشات لفن الخط مع الأدوات الموظفة لخلق نوع من التنشيط حول هذا المعرض. ويذهب الخطاط والتشكيلي الحروفي محمد أمزيل إلى أن هذا الملتقى لفن الخط ماكان ليلاقي التوفيق والنجاح لولا تظافر جهود كل من وزارة الاوقاف ووزارة الثقافة والفنانين الخطاطين، وهي جهود -لاشك- ستنهض بهذا الفن المغربي الذي فرض وجوده بالبلاد العربية والاجنبية،لما حققه الفنانون الخطاطون والتشكيليون الحروفيون المغاربة بمهرجانات وبينالات عالمية كاسطنبول وبغداد،كما من شأن هذا الملتقى المنعقد برواق محمد الفاسي أن يعمل على ظهور طاقات واعدة وكفاءات أخرى مستقبلا لاتقل عن هؤلاء المكرمين والمشجعين إجادة وإتقانا ودينامية وذوقا فنيا واحساسا تاريخيا بهارمونية عالية ودقة كبيرة، لاظهار التشكيلات والتكوينات الجماليةوحداثوية في الخط. لقد أمتعت اللوحات الفنية المعروضة برواق محمد الفاسي بالرباط في رابع شتنبر، على كثرتها واختلاف أحجامها بشكل متقدم تخطى عتبة الخط الكلاسيكي بمهارة ودقة وحداثية تجلت في تشكلاتها، وألوانها المتناغمة وتدرجاتها وتموجاتها العفوية و توليفة من خطوطها الانسيابية والظل والنور .. الناظرين والمهتمين على السواء في ميدان الخط العربي الإسلامي والخط المغربي بسائر أنواعه، ما يدعو للحفاظ على مكانته ودوره الثقافي والفني،باعتباره ايضا تراثا اإنسانيا جماليا يجدر التعريف به نظريا وعمليا وحث الدراسات والبحوث النظرية المتعلقة به.