أسدل الستار على فعاليات الدورة الأولى لملتقى بوجدور الدولي للإعلام، المنظم من لدن نادي الإعلام والاتصال بالصحراء، وهو أوّل تظاهرة من هذا النوع في الأقاليم الجنوبية، إذ حضره ثلّة مِن الإعلاميين والباحثين من داخل المغرب وخارجه. الملتقى، الذي يندرج في إطار تجسيد رؤية الملك وتثمين مقتضيات الفصل الخامس من دستور المملكة الذي نص على صيانة الحسانية باعتبارها رافدا من روافد الهوية المغربية، أوصى بإعطاء دَفعة جديدة للنهوض بالثقافة الحسانية. وتمخّضت الجلسات، التي شهدها الملتقى والتي أطرها لفيف من الباحثين، عن أربع توصيات؛ أولاها إنشاء بوابة بوجدور تكون منصّة رقمية مفتوحة ومنفتحة على الجميع، لرصد الحركية الثقافية والاقتصادية والتنمية لإقليم بوجدور. وتمثلت التوصية الثانية التي تمخض عنها ملتقى بوجدور الدولي للإعلام في تعزيز مهارات الفاعلين الإعلاميين بالإقليم، قصد إكسابهم خبرة أكبر في تناول مختلف القضايا، باستثمار الندوات المنظمة والدور الذي تلعبه في التكوين والتأطير. كما أوصى المشاركون في ملتقى بوجدور الدولي للإعلام بمواصلة التعبئة الإعلامية لخدمة قضية الوحدة الترابية، وتكريس الملتقى كعُرف سنوي داخل بوجدور، مع الانفتاح على طاقات إعلامية أجنبية وبمَحاورَ جديدة. وشهد الحفل الختامي للملتقى، الذي تخللته أنشطة ثقافية للتعريف بالعادات والتقاليد الصحراوية وزيارات ميدانية إلى عدد من المرافق الاقتصادية لمدينة بوجدور، تكريم عدد من الوجوه الإعلامية المشتغلة في المنابر الوطنية والدولية. كما شهد تنظيم ورش تكويني لفائدة ثلّة من الإعلاميين الشباب، حول التقديم التلفزيوني، أطّره عبد الصمد ناصر، المذيع المغربي في قناة الجزيرة، وورش التحقيق الصحافي المصور، أطره كل من مولاي الحسم العلوي وهشام رفيع وأنس مزور. عبد الصمد ناصر تحدث، خلال النقاش الذي جمعه بالشباب المشاركين في الورش التكويني الذي أطّره، عن العراقيل التي تواجهها قناة الجزيرة القطرية، خاصة في المرحلة الأخيرة، بعد توتر العلاقة بين قطر وبعض الدول الخليجية، والتي ذهبت إلى حد المطالبة بإغلاق القناة التلفزيونية المزعجة للأنظمة العربية. وقال ناصر إن القناة القطرية "تعرضت للتشويش من طرف عدة جهات أُنفقت عليه ملايين الدولارات"، مضيفا "أحيانا يصل عدد الهجومات الإلكترونية التي تتعرض لها القناة اثني عشر ألف هجوم إلكتروني خلال اليوم".