بعد نحو 27 عامًا على انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين؛ الغربي بقيادة أمريكا والشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي (سابقا)، عاد إلى السطح حديث عن سباق للتفوق العسكري بين 9 دول تحتكر السلاح النووي؛ الأكثر فظاعة في العالم، وخصوصًا واشنطنوموسكو. وفي ما يبدو تجاوزًا لمرحلة "الحديث" نحو الفعل، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل أيام، عمل بلاده على تطوير أسلحة استراتيجية تعمل بالوقود النووي؛ "لا تتبع مسارًا باليستيًا، ولا يمكن للدروع الصاروخية اعتراضها". وأضاف بوتين أن "العقيدة العسكرية الروسية تترك لنا حق استعمال السلاح النووي، ردًا على استعماله ضد بلادنا أو ضد حلفائها، أو في حالة استعمال أي من أسلحة الدمار الشامل". أثار التصريح ردود فعل قلقة من حول العالم، ما دفع الرئيس الروسي إلى التأكيد، لاحقًا، أن بلاده غير معنية بإعادة إشعال الحرب الباردة، بالرغم من اتهاماته المتكررة لواشنطن وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بجر العالم إلى أتونها، وتأكيده أن بلاده ستكون مستعدة لخوض غمارها. وليست بقية الدول المعنية في منأى عن ذلك السياق، الذي يهدد العالم بشكل خطير، إذ تزداد لدى كل منها الأطماع الاستراتيجية والمخاوف المتبادلة والتبريرات لزيادة ترسانتها وتطويرها، ما يعني أن معاهدة حظر الانتشار النووي، التي وقعت عليها 6 من الدول التسع، في ستينيات القرن الماضي، أصبحت فعليًا حبرًا على ورق. وتاليًا، نستعرض الدول التي تمتلك أسلحة نووية، وأبرز المعلومات عن ترسانتها، بحسب رصد "الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية"، وهو تحالف لمنظمات دولية غير حكومية، حاز على جائزة "نوبل" للسلام عام 2017. الدول النووية الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي: 1. الولاياتالمتحدة: أول دولة طورت سلاحًا نوويًا، والوحيدة التي استخدمته، وذلك بإلقائها قنبلة على مدينة "هيروشيما" وأخرى على "ناغازاكي"، اليابانيتين، إبان الحرب العالمية الثانية، متسببة بمقتل أكثر 200 ألف شخص على أقل تقدير. وتمتلك واشنطن 6 آلاف و800 رأس حربي نووي، وأجرت 1054 تجربة نووية منذ 16 يوليوز 1945. 2. روسيا: ثاني دولة تطور سلاحًا نوويًا، ويقدر أنها تمتلك اليوم أكبر ترسانة في العالم، بواقع 7 آلاف رأس نووي. وأجرت موسكو 715 تجربة نووية منذ 29 غشت 1949. 3. المملكة المتحدة: تمتلك أسطولًا من أربع غواصات مسلحة برؤوس نووية، تحمل كل منها 16 صاروخًا من طراز "ترايدنت". ويبلغ مجموع الرؤوس النووية لدى بريطانيا 215 رأسًا، وأجرت 45 تجربة منذ أكتوبر 1952. 4. فرنسا: معظم رؤوسها النووية مثبتة في غواصات من طرازي "إم 45" و"إم 51"، وبعض الرؤوس جاهزة للإطلاق من طائرات مقاتلة. وتمتلك باريس 300 رأس نووي، وأجرت 210 تجارب منذ 13 فبراير 1960. 5. الصين: تمتلك ترسانة نووية أصغر حجمًا من نظيرتيها الأمريكية والروسية، بواقع 270 رأسًا، تنشر برًا وبحرًا وجوًا. وأجرت البلاد 45 تجربة نووية منذ 16 أكتوبر 1964. الدول غير الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي: 6. الهند: وصف تطوير نيودلهي للسلاح النووي ب"الانتهاك لمعاهدة حظر الانتشار النووي"، وأجرت أول تجربة لها في مايو/أيار 1974، وبلغ عدد تجاربها 6 حتى اليوم، فيما تقدر ترسانتها بنحو 110 إلى 120 رأسًا. 7. باكستان: حققت إسلام أباد تطويرًا كبيرًا في مجال التسليح النووي والبنيى التحتية ذات الصلة، وزادت حجم ترسانتها خلال الأعوام القليلة الماضية، ويقدر بأنها تمتلك اليوم بين 120 و130 رأسًا. وأجرت البلاد 6 تجارب نووية منذ 18 ماي 1998. 8. كوريا الشمالية: لديها برنامج نووي يتطور بوتيرة سريعة، يعد أحد أبرز ذرائع واشنطن لنشر منظومات دفاعية في المنطقة، تعتبرها بكينوموسكو استهدافًا لها أيضًا. ويعتقد أن لدى بيونغ يانغ 10 رؤوس حربية نووية، وقد أجرت 6 تجارب منذ 9 أكتوبر 2006. دول تحتفظ بسياسة الغموض النووي: 9. ينطبق هذا التصنيف على إسرائيل فقط، بحسب "الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية"، حيث لم تكشف تل أبيب عن حجم ترسانتها، فيما تشير تقديرات إلى امتلاكها 80 رأسًا نوويًا. وبحسب المصدر ذاته، فإن إسرائيل لم تقم بأي تجارب نووية، إلا أن تحقيقات إعلامية، بناءً على تسريبات استخباراتية، أشارت إلى احتمال أن تكون تل أبيب أجرت تجربة نووية جنوب غربي المحيط الهندي، في 20 أبريل 1997، بالتنسيق مع جنوب إفريقيا. وبذلك، فإن العدد الإجمالي للرؤوس النووية الحربية في العالم يصل إلى 14 ألفًا و900 رأس، يمكل للواحد منها محو مدينة بأكملها وقتل الملايين، بضربة واحدة، والتأثير على مستقبل الدول لعقود. *وكالة أنباء الأناضول