في سهرة السبت الماضي من برنامج "مراكش اكسبريس" ، وجدت السيدة فاطمة النوالي آزر(الصورة) التي تقدم البرنامج نفسها مضطرة للتخلي عن ابتسامتها البلهاء التي لازمتها منذ أول ظهور لها على شاشة التلفزيون . ضيوف البرنامج هذه المرة لم يكونوا مغاربة كالعادة ، الذين تدخل معهم السيدة النوالي في حوارات سخيفة تقترب في أحيان كثيرة من الأحاديث التي يتبادلها الجالسون على كراسي المقاهي الشعبية . هذه المرة حضر إلى أستوديو "مراكش اكسبريس" ضيوف من العيار الثقيل جاؤوا من جمهورية مصر . الممثلة المتميزة يسرا ، والمخرج الشاب مروان حامد ، والسيناريست الكبير وحيد حامد ، والممثل المقتدر أحمد راتب ، والناقد السينمائي إبراهيم العريس ، جعلوا من سهرة الأسبوع الماضي سهرة جميلة جعلت الجمهور الذي كان حاضرا في الأستوديو يتابع كلامهم باهتمام كبير وجعلت المشاهدين يخرجون بكثير من المتعة التلفزيونية وكثير من المعلومات القيمة . النجوم المصريون كانوا متألقين في البرنامج ، يبتسمون قليلا ثم يتحدثون بجد ووثوقية كبيرة في النفس ، لذلك اضطرت السيدة النوالي أن تترك ابتسامتها جانبا تلك الليلة ، وتكتفي بطرح أسئلة مقتضبة سرعان ما يتلقفها الضيوف المصريون بسرعة ليجيبوا عنها بإجابات طويلة وعميقة دون أن يلوكوا الكلمات بين أسنانهم كما يفعل كثير من الممثلين المغاربة ، وقد ظهرت مذيعتنا الضاحكة تصغي باهتمام كبير كأي تلميذة صغيرة في مدرسة ابتدائية. ومن سوء حظ الممثلة المغربية الجميلة سناء موزيان أن تكون الضيفة الخامسة داخل البلاتوه في تلك السهرة . الممثلة الشابة ظهرت وكأنها غير معنية بما يدور حولها ، ربما لأن مقدمة البرنامج تجاهلتها لصالح الضيوف المصريين ، لكن حتى عندما أعطيت لها الفرصة لتتكلم بدت خجولة جدا ، وافتقدت لتلك الشجاعة التي تحلت بها عندما لعبت دور البطولة في فيلم "سميرة في الضيعة" رفقة الممثل محمد خيي . الممثلة سناء موزيان كانت تتحدث بخليط من الدارجة المغربية والعامية المصرية ، في إشارة واضحة إلى أن الفنانين المغاربة تالفين نيت بالمعقول ، المشكل هو أنهم ما بغاوش يشدو الأرض . سهرة "مراكش اكسبريس" كانت مناسبة جديدة لتذكيرنا بأن الفنانين المصريين يملكون موهبة كبيرة في التعامل مع كاميرا السينما والتلفزيون أيضا ، ولهم حضور متميز وثقافة واسعة تجعل مرورهم على الشاشة الكبيرة والصغيرة يخلف أثرا عميقا في عيون وعقول المشاهدين حتى بعد انطفاء أنوار الشاشة بوقت طويل . فمتى سيكون لدينا فنانون يستطيعون أن يجعلوا صورتهم مترسخة في عيوننا وعقولنا كلما شاهدناهم على شاشة التلفزيون أو السينما ؟ almassae.maktoobblog.com