كشف حزب التجمع الوطني للأحرار عن عرضه السياسي والذي قدمه في شكل كتاب، معلنا أنه يعد مساهمة في النقاش العمومي حول النموذج التنموي الجديد الذي دعا إليه محمد السادس، حيث تضمن رؤية الحزب في العديد من المواضيع التي تهم المغاربة؛ بدءا من التشغيل، وصولا إلى الصحة ثم التعليم، وقبلهما عرف الحزب بهويته ومرجعيته. الديمقراطية الاجتماعية أجمعت تدخلات وأطروحات أعضاء التجمع الوطني للأحرار، خلال المؤتمرات الجهوية، على اختيار تموقع المسار الوسطي البديل المؤثر والفاعل والمتفاعل والذي يهتم بقضايا المواطنين ويبدع في إيجاد الحلول الجذرية والمستمدة من الواقع المجتمعي، وليس الوسط السلبي أو المحايد. وجاء في عرض الحزب أن اختيار التجمعيين جاء استنادا على المبادئ والقيم التي يؤمنون بها والديمقراطية الاجتماعية كمرجعية للحزب، بهدف تعزيز قيم المساواة والمسؤولية والتماسك الاجتماعي. وينشد التجمعيون، حسب العرض، المساواة كونها الضامن الوحيد للمغاربة من مختلف الفئات للاستفادة من الفرص بشكل متساو، كما تضمن التساوي في الحقوق والواجبات لجميع الأفراد، واغتنام الفرص للتعلم وضمان الشغل والعلاج. من جهة أخرى، يرى حزب الحمامة أن قيمة المسؤولية أساسية في اختيار لمجتمع عادل، مشددا على أهمية الوفاء بالالتزامات والمسؤوليات في مقابل الاستفادة من الحقوق، كما تتحمل الدولة المسؤولية في تمكين المواطنين من خلال توفير التربية والتعليم. العرض يرى أن حزب التجمع الوطني للأحرار يؤمن بأن بناء مجتمع قائم على التماسك الاجتماعي تقوم فيه الدولة بدور التمكين للمواطنين من خلال المؤسسات من خلال ضمان الحماية الاجتماعية لجميع المواطنين، سواء أكانوا فاعلين أو عاجزين عن تحمل مسؤولياتهم لأسباب معقولة. الجامعة خدمة لإصلاح التعليم يشدد العرض المقدم من لدن التجمع الوطني للأحرار بخصوص التعليم على أهمية محاربة الهدر المدرسي إلى غاية 15 سنة، وضمان الولوج إلى التعليم لجميع الفئات كمدخل أساسي لإصلاح قطاع التعليم، مع إيلاء أهمية خاصة للتعليم الأولي لدعم الانتقال بشكل سلسل للتمدرس السليم، من خلال الترافع من أجل استفادة الأطفال البالغين 3 سنوات من التعليم الأولي، بإشراك المقاولين الذاتيين والمجتمع المدني في هذا التعليم. ويهدف حزب التجمع الوطني للأحرار إلى تعميم تجربة المدارس الجماعاتية في العالم القروي بديلا عن الفرعيات والأقسام وسط الدواوير، مع توفير خدمات الدعم المدرسي كالنقل والإطعام لأكبر عدد ممكن من التلاميذ، مع محاربة ظاهرة الاكتظاظ في الأقسام. وأعلن حزب التجمع الوطني للأحرار إيمانه بضرورة تحسين جودة وجاذبية المضامين التعليمية لتلائم التطور الحاصل في قطاع الشغل مع الانفتاح على قطاع المعلوميات وتشجيع تدريس اللغات للآفاق المهمة التي تفتحها أمام الطلبة. وتطمح مقترحات التجمعيين إلى تعزيز مكانة الثقافة في المدارس من خلال طرق تدريس عصرية باستعمال المسرح والشعر والموسيقى والأشرطة المصورة لتسهيل الفهم على التلاميذ. وفي هذا الصدد، يقترح حزب التجمع الوطني للأحرار إجبارية إدماج التلاميذ المنقطعين عن التمدرس في منظومة التعليم غير النظامي والتكوين المهني، مع إدماج الأطفال من ذوي الإعاقة وتمكينهم من فرصة التعلم والتكوين، والترافع من أجل إعداد عرض تربوي موجه إلى أبناء مغاربة العالم، يكفل تلقين مضامين الثقافة المغربية وتاريخ المغرب وديننا الإسلامي وقيم التسامح والتعايش. الحزب اعتبر أن نجاح هذا المسار الإصلاحي، سواء في شقه المتعلق بطرق التدريس أو المضامين التعليمية، بدون انخراط لهيئة التدريس في هذا المسار، ودون تحسين ظروف اشتغال الأساتذة وتمكينهم من التكوينات اللازمة ومواكبتهم الدائمة قصد القيام بواجبهم على أكمل وجه من خلال الدفاع عن تفعيل نظام التعويض في المناطق النائية، ومراجعة نظام الأجور الخاص بالأطر التعليمية ليكون أكثر مرونة وإنصافا، وإحداث تحفيزات على المردودية والتميز، والتعاقد مع المؤسسات المنتخبة من أجل إيجاد مساكن وظيفية لائقة موجهة إلى فئة الأساتذة. يراهن التجمعيون في هذا الصدد على الترافع من أجل إحداث كلية للتدريس لتكوين أساتذة متمكنين من أحدث بيداغوجيات التدريس، مطالبا بتمكين الجامعة من استقلالية تامة، وموارد إضافية من خلال تعزيز ثقة لمقاولات في الجامعة. ولتجاوز أزمة الجامعة المغربية، يقترح التجمع الوطني للأحرار القيام بإصلاح جامعي شامل يهم تدبير الجامعة والمضامين البيداغوجية وإعادة النظر في وظيفة التوجيه ببلادنا، مع المطالبة بإدماج فكر المقاولة في المناهج التعليمية بالجامعات المغربية، وتشجيع البحث العلمي. وبخصوص التكوين المهني، فتشدد مقترحات الحزب على الترافع من أجل إعداد نموذج بديل ينبني على المزاوجة بين النظرية والتطبيق خاصة من خلال التكوين بالتناوب والتركيز على الشعب التي تتيح لحاملي شهاداتها الاندماج السريع في سوق العمل. تشجيع المبادرة الذاتية بالشغل يراهن حزب التجمع الوطني للأحرار من خلال مقترحاته لقطاع الشغل على التركيز على قطاع الخدمات الذي يعد خزانا كبيرا لخلق فرص الشغل، مع القيام بثورة حقيقية في تكوين وتشجيع الشباب على إنشاء المقاولات الذاتية. وتشمل مقترحات التجمع الوطني للأحرار القيام بثورة حقيقية في مجال التكوين والتدرج المهني، والترافع من أجل تكوين مليون شاب وشابة على امتداد ال5 سنوات المقبلة في مهن وحرف تضمن لهم العيش الكريم. وأكد الحزب أن القضاء على البطالة لن يتم دون تشجيع الاستثمار الخاص وإعادة الثقة للمستثمرين في مناخ الأعمال ببلادنا، عبر تحقيق الأمن الضريبي والقانوني في المغرب، ومواصلة مسار إصلاح مراكز الاستثمار الجهوية والرفع من تنافسية المقاولة من خلال تعزيز البنية التحتية واللوجيستية. وأبرزت مقترحات الحزب الأهمية القصوى لثقافة الاعتماد على النفس والذكاء المغربي باستعمال التكنولوجية الحديثة، من خلال تكوين الشباب العاملين في قطاعات كثيرة كالنجارة والصباغة والكهرباء وغيرها وتنظيمها في إطار مقاولات ذاتية أو تعاونيات خدماتية تتوفر على شبكات ذات تطبيقات الكترونية تسهل عليهم التواصل والتسويق، مع ضمان مواكبة وتسهيلات في الولوج إلى العقار والتمويل البنكي وقروض الشرف والقروض الصغرى والانفتاح على الأسواق الدولية. ويطمح حزب التجمع الوطني للأحرار إلى تشجيع التشغيل في المناطق شبه الحضرية التي تقطنها أقل من 100 ألف نسمة من الساكنة، معلنا أنه من الضروري المطالبة بإعادة النظر في منظومة التكوين المستمر في بلادنا؛ لأن التكوين المستمر حق من حقوق الموظفين والعمال. "طبيب الأسرة" لتجاوز مشاكل الصحة يطمح حزب التجمع الوطني للأحرار، من خلال مقترحه، لضبط مسار العلاج إلى الترافع من أجل العمل بنظام "طبيب الأسرة" الذي سيكون مسؤولا عن توجيه الأسرة المغربية في مسار العلاج؛ وهو ما سيمكن المواطنين من الولوج إلى أقرب مركز صحي للحصول على العلاجات الأولية وبالتالي تخفيف الضغط عن المستشفيات. وأعلن الحزب أنه سيترافع من أجل توحيد بنية وتجهيزات مراكز القرب مع إعادة النظر في الخارطة الصحية لتتلاءم مع احتياجات وخاصيات كل منطقة، مع العمل على إحداث دور الصحة في إطار شراكة مع بين مجموعات الجماعات المحلية وجمعيات الأطباء. ويهدف مقترح الحزب أيضا إلى خلق كليات للطب في كل جهة، حيث يتم تخصيص كوطا للطلبة للولوج إلى كلية الطب الموجودة في جهتهم، على أساس الالتزام بالعمل داخل النفوذ الترابي للجهة بعد التخرج من أجل ضمان عدالة مجالية واستقرار مهني للأطر الطبية. من جهة ثانية، سجل التجمع الوطني للأحرار ضرورة تحسين وضعية الأطر الصحية والتي تحضر في صلب مقترحات الحزب من أجل تحسين الخدمات الصحية، عبر توفير ظروف عمل جيدة وتعويضات مناسبة للعاملين في المناطق النائية، وتمكين الأطباء من نظام أساسي يتلاءم مع خصوصية العمل الذي يقومون به. وأكد حزب الحمامة على أهمية خلق شبكات صحية جهوية متعددة التخصصات تتميز بالاستقلالية والتدبير الذاتي للموارد، حيث تتوفر هذه الشبكات الجهوية على غرف للعمليات جاهزة للاستعمال في أي وقت، وعلى طاقم طبي متخصص للمداومة، وعلى نظام صارم للحراسة والأمن والنظافة. وترتبط هذه الشبكات بأسطول من سيارات الإسعاف المجهزة موزعة على تراب الجهة للتعامل مع الحالات المستعجلة مع خلق مراكز اتصال لاستقبال مكالمات المواطنين على مدار الساعة. وأعلن الحزب دعمه قيام طفرة تكنولوجية ورقمية داخل قطاع الصحة، تضع حدا للمساطر الإدارية التي تعرقل الولوج إلى العلاجات، حيث سيترافع الحزب من أجل تمكين كل مواطن من بطاقة صحية ذكية تمكن من متابعة فعالة للمرضى في جميع مراحل العلاج، كما ستمكن من معرفة المستفيدين من التغطية الصحية والترافع من أجل أن يتم تعميمها. وطالب التجمع الوطني للأحرار بتوسيع نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص أو المناولة على مستوى الجهة، في كل الخدمات الأساسية كمصلحة الاستقبال والحراسة والأمن والنظافة والصيانة والتحاليل الطبية والأشعة وتوزيع الأدوية المدعمة.