خرج العشرات من المهاجرين المغاربة المقيمين بمدينة لييدا، الواقعة شمال شرق إسباني، إلى التظاهر بسبب الاعتداء الجسدي العنيف الذي طال مواطنا مغربيا من قبل عنصر أمن بفرقة الشرطة المحلية داخل حانة، وفق ما أظهره شريط فيديو وثقته عدسة أحد رواد الفضاء الترفيهي ذاته. وطالب المتظاهرون، من أمام مقر مبنى عمدة مدينة لييدا، بمعاقبة الأمني الإسباني الذي ظهر في الفيديو وهو يوجه لكمات وركلات إلى الشاب المغربي الذي سقط أرضا، رافعين صورا موثقة لعملية الاعتداء ولافتات تحمل شعارات من قبيل: "لا للعنصرية" و"نعم لتحقيق العدالة". وقالت إيبا أودي، محامية بهيئة الدفاع عن المعتدى عنه، إن المهاجر المغربي تقدم بدعوى قضائية في حق الشرطي الإسباني الذي ارتكب جريمة "الضرب والجرح باستعمال أدوات خطيرة"، مشيرة في السياق ذاته إلى أن الجاني ألحق ضررا جسديا ومعنويا بالضحية، كون الاعتداء له دوافع عنصرية. وأضافت إيبا، في تصريحات نقلتها صحيفة "LaVanguardia" الإسبانية، أن النيابة العامة المختصة أمرت عناصر الشرطة بإقليم كتالونيا، المعروفة بتسمية "لوص موصوص ديسكوادرا، بفتح تحقيق معمق لتحديد ملابسات الواقعة الذي أثارت استنكارا العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما المهاجرين المغاربة. ولفت المنبر الإعلامي ذاته إلى أنه لم يتم إيقاف الأمني الإسباني، بينما ألقي القبض على المهاجر المغربي ورفيقه بتهمة "ممارسة التهديد والاعتداء في حق أفراد بفرقة الشرطة المحلية"؛ فيما قال أحد المحتجين إن "الجالية المغربية تعاني العنصرية كل يوم، وليست هذه أول مرة"، مطالبا بتحقيق العدالة ومعاقبة الجناة. من جهته، أوضح هلال تاركو، محام ورئيس جمعية "وطني" التي يوجد مقرها بالمدينة ذاتها، أن التنظيم الجمعوي الذي يترأسه سيدخل كطرف في هذه القضية التي هزت الرأي العام الإسباني، مبرزا في السياق ذاته أن الاعتداء الوحشي غير المقبول، الذي طال مهاجرا مغلوبا على أمره، سيمس بمبدأ التعايش.