حكايات الهجرة وعنف "داعش"، وأحلام شباب تتحول إلى سراب، هي قضايا وضعها المخرج أمين ناسور في مسرحية "مبروك"، التي غُلفت بالكوميديا السّوداء لتفكيك عدد من الظواهر الاجتماعية المتداخلة، من خلال ستّ شخصيات تتوسط بيئة فرجوية. المسرحية قدمت أول مرة على ركح المسرح الوطني محمد الخامس، تحمل فرجة تنهل من التراث المغربي، من إيقاعات موسيقية وملابس وديكور، من أجل تسليط الضوء على حلم الوصول إلى "هناك" الذي ظلّ مفتوحاً على إسقاطات عدّة حسب كل شخصية؛ ك "الحريگ" وعنف "داعش"، وأحلام أخرى مزيفة تباع للشباب تؤدي بهم لا محالة إلى الهاوية. وعن اختيار القالب الكوميدي التقليدي للمسرحية، قال السينوغراف مدير الفرقة أنور الزهراوي في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "الهدف هو معالجة هذه القضايا، رغم حجمها، بطريقة سلسلة قريبة من الجمهور الباحث عن الفرجة بكل مكوناتها، والعمل عليها بطريقة مرحة تراثية تُعيد التراث من جديد إلى قاعات المسرح". لخلق هذه الفرجة، أضاف المتحدث نفسه، "قُدّمت الشخصيات الست: شيخات وموسيقيي أعراس. هذه الفرقة تحمل معها حلماً كبيراً مزيفا للوصول إلى الذهب غير الموجود في الأصل". أمين ناسور، مخرج العرض الركحي، قال إنّ "مبروك" "تنهل من التجربة الكبيرة للطيب الصديقي لمعالجة تيمات كونية بشكل عبثي، وتوظيف العديد من التقنيات الجمالية لخلق الفرجة". وأضاف صاحب البصمة الإخراجية على العرض: "لا يمكن تقديم عمل بهذا التوجه دون إبراز هذا التعدد الثقافي والتراثي الذي يزخر به المغرب"، واعتبر أن "هذا العمل المسرحي وضعنا أمام سؤال الهوية، وما إذا كنا نستطيع تقديمها بطريقة جميلة تُغري الجمهور". وشارك في تشخيص هذه المسرحية التي ألفها الكاتب أنس العاقل، وأنتجها المسرح الوطني محمد الخامس، الفنانات لطيفة أحرار ووسيلة صابحي ونجوم الزوهرة وهاجر الشركي، والفنانان فريد الركراكي وعبد الله ديدان. وقال محمد بلحساين، مدير المسرح الوطني محمد الخامس، إنّ "إنتاج مسرحية مبروك يندرج في إطار سياسة المسرح الوطني خلال السنوات الأخيرة التي اتجهت نحو إنتاج العروض المسرحية أكثر من استقطابها". وأضاف بلحساين، ضمن تصريحه لهسبريس، أن "المسرح الوطني يثق في العمل مع الجيل الجديد من المسرحيين الشباب، ونحن متأكدون أنّهم قادرون على حمل مشعل المسرح المغربي".