تقف البيروقراطية وغياب الإرادة السياسية في المغرب عقبة أمام الاعتراف بلسان الأمازيغ في المغرب، وفقا لما أكده عميد المعهد الملكي المغربي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس. وفي مقابلة مع "إفي" أوضح بوكوس أن قرار الملك محمد السادس بإنشاء المعهد الملكي، في عام 2001، واعتماد الأمازيغية كلغة قومية ورسمية في دستور 2011، يعكس إرادة السلطات في الدولة لحماية هذه اللغة. واعتبر المسؤول أنه "هناك إرادة سياسية من جانب السلطات العليا بالدولة، لكن النظام البيروقراطي يمثل عقبة أمام تطور اللغة الأمازيغية". وعلى الرغم من أن الأمازيغية مدرجة في المدارس المغربية، منذ عام 2003، لم تقم وزارة التعليم حتى الآن بتأسيس قسم خاص بتعليم اللغة الأمازيغية وبدأ تعليم الأمازيغية، وفقا لبوكوس، في 314 مدرسة ابتدائية، بهدف تعميمها اعتبارا من العام الدراسي 2009/2010 على مستوى المملكة، وفي كافة مؤسسات التعليم الأساسي والثانوي. لكن هذا الهدف لم يتحقق مطلقا، نظرا لأنه في عام 2012 لم يتمكن سوى 25% من التلاميذ المغاربة من دراسة اللغة الأمازيغية وفي ذلك العام، علقت وزارة التعليم نشر البيانات حول مدى تطور هذه العملية. وفي هذا السياق، أشار بوكوس إلى أن "الإدارة المغربية لا تتعامل بشكل إيجابي طوال الوقت مع الحقوق التي منحها الدستور للأمازيغ"، موضحا أنه، في بعض الأحيان، يعتمد تقدم هذه اللغة على الموقف الشخصي للمسؤولين بشكل يختلف من واحد لآخر. وأوضح، على سبيل المثال، أنه في أكادير شهد تعليم اللغة الأمازيغية تقدما كبيرا في المدارس، نظرا لأن المسؤول المحلي عن ملف التعليم كان ملتزما بشكل شخصي تجاه هذه المسألة، لكن الوضع أصبح راكدا الآن؛ فقط لأن هذا المسؤول تم استبداله بآخر. وعن دور المعهد أبرز بوكوس أن المؤسسة رفعت عدد الكتب التي ألفها مغاربة حول الثقافة الأمازيغية من 20 كتابا أواخر تسعينيات القرن الماضي إلى 500 في الوقت الحالي. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه الثقافة الأمازيغية بشكل عام، في مجالات التعليم والاتصالات والإدارات العامة، أعرب بوكوس عن رضاه إزاء ما تحقق خلال السنوات ال15 الأخيرة. وقال عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية: "لقد استطعنا أن نجعل المواطن المغربي فخورا بهويته الأمازيغية، بعد أن كان يخجل في السابق من التحدث بلغته الأم". *إفي