لم تنتظر الصحافة الأمريكية طويلا للرد على السويسري جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي كرة القدم "فيفا"، عبر شَنّها حملة عنيفة ضد "الحاكم" السابق للكرة العالمية، بعد توظيفه المغرب للرد بطريقة "ماكرة" على الضغوطات التي فرضتها أمريكا في السنتين الماضيتين على "فيفا"، وذلك لكشف فساد المؤسسة المشرفة على اللعبة الأكثر شعبية في العالم. وانتقدت صحف أمريكية واسعة الانتشار مثل "واشنطن بوست" اعتبار بلاتر المغرب الأحق والأجدر باستضافة نهائيات كأس العالم سنة 2026، معلنا أن النسخة المذكورة هي لصالح إفريقيا منطقيا، حسب وصفه، عبر تغريدة على صفحته الشخصية على "تويتر"، سُمِع صَداها دوليا، عبر تسجيل ردود أفعال مختلفة. تدوينة الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، بخصوص دعمه لملف ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم سنة 2026، خلفت ردود فعل مختلفة نحَتْ في معظمها نحو التعبير عن عدم الرضا عن هذا "الدعم" ورفضه لأسباب متعددة. ولم يَتقبّل رواد مغاربة لمواقع التواصل الاجتماعي موقف بلاتر تجاه المغرب، خاصة بعد وقوف الأخير إلى جانب ملف جنوب إفريقيا، التي ظفرت بشرف تنظيم "مونديال" 2010، قبل أن تكشف الأيام تدبير مؤامرات في الخفاء من قبل شخصيات نافذة داخل "فيفا" أعادت توجيه الأصوات، لصالح بلاد مانديلا، الذي حضر إلى صالة الكشف عن هوية البلد المنظم، بعد أن حُضِّر سلفا في الكواليس. وفي هذا الصدد، كتب أحد المعلقين، مُذكّرا بما حدث في كواليس الترشيح لتنظيم كأس العالم سنة 2010 "الآن المغرب هو الأحق! هل كنت منصفا عندما كنت منحازا إلى ملف جنوب إفريقيا عام 2000؟ لسنا بحاجة إلى رأيك، إنسان غير نزيه لعب بصفقات الترشيح للمونديال، وظلم المغرب مرارا وتكرارا". وأضاف آخر ساخرا من وضع بلاتر بعد الواقعة "الحمد لله خرج من "الفيفا" بالطر والبندير.. ذنوب المغرب خرجو فيه طول وعرض، والفضل لأمريكا اللي فضحاتو". من جانبهم، أوضح معلقون آخرون أن هذا الدعم المجاني من طرف بلاتر ليس إلا انتقاما من أمريكا لأنها كانت سببا في سحب كرسي رئاسة "الفيفا" منه، حيث كتب أحدهم "مجرد تصفية حسابات مع الولاياتالمتحدة لأنها كانت السبب في تدمير مساره على رأس إمبراطورية "الفيفا".. هذا الشخص فقد كل المصداقية". وأضاف معلق آخر أن "دعم بلاتر للملف هو لغرض في نفس يعقوب.. بكل بساطة، التحقيقات الأمريكية كانت سببا في ذهابه مكرها من كرسي "الفيفا".. أظن أنه ينتقم لنفسه من أمريكا بدعمه ملف المغرب". فيما اعتبر آخرون أن دعم الرجل للملف المغربي سيكون ذا نتائج عكسية ولا قيمة مضافة له، حيث كتب أحد المعلقين على الموضوع "لو كنت مكان المسؤولين المغاربة لطلبت من بلاتر ألا يستعمل اسم المغرب لينتقم لنفسه من أمريكا، فلا أحب أن يُدعم بلدي من قبل رجل الفضائح الكبيرة". ويبدو أن الصفعة التي تلقاها بلاتر من أمريكا و"فضحت" ممارسات الفساد داخل "فيفا" وأطاحت بصورة "إمبراطور" الكرة العالمية السابق، الذي سيطر على الاتحاد الدولي 18 عاما، لم يهضِمها بعد العجوز السويسري، الذي تم إيقافه عن مزاولة أي نشاط مرتبط بالإدارة الرياضية لثمان سنوات قبل تتقلص العقوبة لسِتّ فقط. وتُفَضّل أمريكا الهجوم على كل من يعارض أو يشكّك في أحقيتها بتنظيم نهائيات "المونديال"، حيث لم تتوان في وضع بلاتر أمام أسهم الانتقاد، بل تجاوزت ذلك إلى حد التشكيك في قدرة المملكة المغربية على احتضان كأس العالم والتبخيس من البنيات التحتية التي تتوفر عليها، في وقت تؤكد جاهزيتها الكاملة من خلال توفرها إلى جانب المكسيك وكندا على ملاعب جاهزة وفنادق وشبكة طرقية ومطارات كافية لاحتضان وفود 48 بلدا مشاركا في النهائيات. وأعدت لجنة ترشح المغرب لتنظيم مونديال 2026 ملفا من 1000 صفحة تقريبا، حسب ما علمته "هسبورت" من مصادر مطلعة، بأربع لغات، على أن تعرضه على "فيفا" يوم 16 مارس المقبل، بسويسرا، يعقب ذلك زيارات للجان تفتيش إلى المغرب من أجل الاطلاع على البنيات التحتية الحالية وإمكانية تطبيق المشاريع المدرجة في ملف الترشح على أرض الواقع، علما أن التصويت الرسمي للاتحادات ال 207 الأعضاء بالاتحاد الدولي سيجرى يوم 13 يونيو المقبل، يوما واحدا قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com