استغل سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أول اجتماع للمكتب الوطني لشبيبة حزبه، لتوجيه العديد من الرسائل الداخلية، كان أولها التحذير من الانشقاقات على الأحزاب السياسية، وخصوصا في ظل الوضع المتوتر الذي عاشه تنظيمه السياسي بعد إعفاء عبد الإله بنكيران، أمينه العام السابق، من رئاسة الحكومة. وبدأ العثماني أولى الرسائل بمحمد أمكراز، الكاتب الوطني لشبيبة الحزب، بمناسبة المؤتمر الأخير للشبيبة، حيث جرى تداول رغبة الأمانة العامة في إزاحته، متقدما له بالتهنئة على ما وصفها "الثقة المستحقة والتي جاءت بطريقة ديمقراطية في مؤتمر كان فيه نقاش حاد"، موردا أن "الديمقراطية لها كلفة، وهي الطريق الوحيد لنسير موحدين، وأيّ طريق آخر فهو مغلق وسيؤدي إلى خلافات عميقة سلبية". وفي هذا الصدد، سجل رئيس الحكومة أن "الاختلاف الفكري عادي وإيجابي؛ لكنه إذا لم يدبر بالطريقة الايجابية يضحى سلبيا، ومفجرا ويؤدي إلى الانشقاقات والنزاعات والصراعات، ونحن نعرف التاريخ المعاصر"، مسجلا أنه "بغياب ثقافة ديمقراطية يغيب الحوار؛ لأن الديمقراطية ليست آليات بل قبول بالآخر والتفاعل الإيجابي معه". وبعدما انتقد العثماني اللجوء إلى "السب والقذف وسوء الأدب، والذي لا يمت إلى الديمقراطية بصلة"، وذلك تعليقا منه على تعاطي بعض أعضاء حزبه مع قيادته، نبه إلى أن "الشبيبة ليست حزبا آخر بل هي هيئة تشتغل وفقا لثوابت حزب العدالة والتنمية"، معلنا أنها تمثل إلى جانب الحزب مشروعا سياسيا لخدمة الوطن. من جهة ثانية، أكد العثماني وجود متضررين من قوة حزبه وتدبيره للحكومة والعشرات من الجماعات، مبرزا أن "الغيرة تدفعهم إلى القيام برد فعل بهدف العودة إلى مراكزهم السياسية"؛ وهو ما جعله يعيد التذكير بمطالب البعض بحل الحزب بعض الأحيان والاستقواء بالإدارة في أحيان أخرى. "الحزب تجاوز كل هذه المراحل، وخصوصا حدث إعفاء عبد الإله بنكيران الذي كان مؤلما"، يخاطب العثماني أعضاء شبيبته، مطالبا باستخلاص الدروس من المراحل للاطلاع على المستقبل؛ "وهو ما دفعنا إلى الحوار الوطني للقراءة بنفس إيجابي ومستقبلي وتجاوز العيوب، والهدف هو استلهام الدروس والعبر ليكون الحزب أكثر إيجابية"، على حد قوله. وفي مقابل انتقاد العثماني لما سماه الفكر "الطوبيسي"، القائم على تحليل واحد، بأحكام جاهزة ودعوته إلى تقديم بدائل في مناقشة الأمور المرتبطة بالشأن العام، اعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن أهم دروس المرحلة هو أن خلاف الرأي والمقاربة والتقدير والاجتهاد لا يلغي أصل الاجتماع في الحزب، مؤكدا أن العيش المشترك ليس شهور أو سنوات بل عقود من الزمن بين أعضاء الحزب.