خرج سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، عن صمته فيما يخص احتمالات انشقاق حزب "المصباح"، وخصوصا بعد التعديل الحكومي الأخير الذي جعله خارج التشكيلة الحكومية في نسختها الثانية، حيث وجه انتقادات لاذعة لبعض المنادين بذلك، بالتأكيد على أن "الذين يراهنون على انشقاق الحزب لن يحققوا مبتغاهم". وقال العثماني، خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن "الذين يتحدثون عما يتهدد الحزب من انشقاقات سيصابون بخيبة أمل، لأنه ليس هناك انشقاق"، مضيفا "أن هؤلاء سيطول انتظارهم دون أن يصلوا لما يأملون". وزير الخارجية المغربي السابق، الذي عصف به التعديل الحكومي الأخير لصالح رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، أبرز أن "المغرب في حاجة إلى مزيد من البناء الديمقراطي، والوعي بضرورة تطوير الأنظمة والسياسات والممارسات، وفق الدستور واحترام حقوق المواطنين"، مشددا على ضرورة "مباشرة الإصلاحات، وبذل المزيد من الجهد لتنزيل الدستور مع الأحزاب السياسية الأخرى". واعتبر العثماني، خلال الدورة العادية لبرلمان حزب العدالة والتنمية، المنعقد تحت شعار "البناء الديمقراطي صمود والتزام"، أن "الحزب يؤمن أن الاختلاف في وجهات النظر"، مبرزا أن "الاختلاف في التحليلات ليس هو الانشقاق"، قبل أن يزيد بأن "الاختلاف ناتج لكون الحزب ليس ستالينيا في التفكير، بل ذلك دليل على ديناميته". وبعدما أكد أن "أعضاء الحزب لهم مسؤولية كبيرة في الحفاظ على المبادئ، ووحدة الحزب، والاستمرار على نفس المسار الذي اختاره أول مرة، أوضح العثماني أن "جميع أعضاء حزب العدالة والتنمية واعون بالمرحلة التي تجتازها بلادنا وآمال الشعب المغربي"، يقول رئيس برلمان "المصباح" الذي جدد التأكيد أن "الحزب يؤمن إيمانا مطلقا بالديمقراطية". ومن جهته أشاد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بوزير خارجيته السابق سعد الدين العثماني، مؤكدا أنه "أعطى درسا للجميع على أن الأصل في العدالة والتنمية هو مصلحة الوطن، وليس المناصب والمواقع". وتابع بنكيران، في شهادته التي لقيت ترحيبا من طرف أعضاء المجلس الوطني لحزب "المصباح"، بالقول إن "العثماني أدى رسالته باقتدار، ونال تقدير الملك محمد السادس وعموم المواطنين" وفق تعبير رئيس الحكومة.