احتفل المواطنون في الصين وعبر دول جنوب شرق آسيا بالعام القمري الجديد اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي، حيث تنوعت سبل الاحتفال بين إقامة المهرجانات في الشوارع والمشاركة في جلسات العشاء الودية مع أفراد العائلة. وشهد سكان المدن الصينية الكبرى بما فيها بكين وشانغهاي عطلة أكثر هدوءا من السنوات الماضية، بعد أن حظرت السلطات استخدام الألعاب النارية بسبب مخاوف تتعلق بتلوث البيئة والسلامة. ووفقا للتقاليد الصينية، تساعد الألعاب النارية على إبعاد وحش العام المنصرم، "جونيان"، ودخول العام الجديد مصحوبا بالحظ. ولم يمنع قرار حظر هذه الألعاب بعض الصينيين من استعمالها. وقال ما، وهو رجل أعمال / 37 عاما/، كشف عن اسمه الأخير فقط : "كثير من سكان بكين، وخاصة كبار السن، يعارضون ذلك ". وأضاف: "إن والد زوجتي يحاول إطلاق الألعاب النارية في السر لمعرفة ما إذا كان حقا تطبيق هذا الحظر صارما". ومع ذلك، ساد الهدوء وسط العاصمة بكين في الغالب قبل منتصف ليلة الجمعة بالتوقيت المحلي، على عكس السنوات السابقة، عندما تفشى ظهور الألعاب النارية ليلا ونهارا خلال العطلة التي استمرت أسبوعا. ووفقا للأبراج الصينية، فإن عام 2018 هو عام كلب الأرض، ويأتي في أعقاب عام الديك الناري في عام 2017. ويدل كلب الأرض على المحافظة، ويحذر من يقرأون الطالع من هبوط الأسواق والكوارث الطبيعية والصراعات الدولية. ويعد العام القمري الجديد أهم عطلة في الصين، ويسافر مئات الملايين من الأشخاص للاحتفال به مع أسرهم ، مما يجعل هذه العطلة أكبر هجرة بشرية سنوية في العالم. وتتوقع السلطات ما مجموعه 3 مليارات رحلة تقريبا بالسيارة والقطارات والطائرات في الأيام ال 40 المزامنة للاحتفالات. ومن المتوقع أن تصل ايرادات السياحة إلى 476 مليار يوان / 76 مليار دولار أمريكي / في الأيام القريبة من رأس العام الصيني الجديد بزيادة نسبتها 5ر12 بالمئة عن العام الماضي وفقا لما ذكرته إدارة السياحة الوطنية. وفي تايبيه وقبل العام القمري الجديد، وجهت رئيسة تايوان تساي انج وين رسالة للمواطنين شجعتهم فيها على أن يظلوا إيجابيين، وذلك بعد أسبوع من وقوع زلزال قوي أودى بحياة ما لايقل عن 17 شخصا وأصاب المئات. وقالت تساي في رسالتها بمناسبة العام القمري الجديد " نحن لن نسقط في أعقاب الكوارث لأننا متحدون". وفي تايلاند، عاد اللون الاحمر – وهو لون الحظ السعيد خلال العام الصيني الجديد – من جديد، وذلك بعد أن عم الحزن البلاد في العام الماضي، إثر وفاة الملك بوميبول أدولياديج، حيث تم وقتها حظر جميع الاحتفالات واستخدام الألوان الزاهية. أما في سنغافورة، فمن المقرر إقامة مهرجان في الشوارع، يشمل استخدام فوانيس مصنوعة يدويا، وإقامة عروض أوبرا صينية تقليدية، بالاضافة إلى إقامة سوق أغذية يعمل على بيع الأطباق الشهية الغريبة فوق منصة عائمة بالنهر. وفي ماليزيا، تتجمع العائلات لتناول سلطة "يي سان" الكانتونية ذات الألوان المتعددة، مع السمك النيء والخضروات المقطعة إلى شرائح رفيعة. وعادة ما يتبادل المواطنون اليوسفي تيمنا بعموم الرخاء في العام الجديد، كما يحصل الأطفال وغير المتزوجين وكبار السن، على حزم حمراء تعرف باسم "أنج بو"، تحتوي على قدر من المال، في لفتة طيبة بمناسبة احتفال العام الجديد. ومن المقرر أن يحتفل الماليزيون بإقامة عروض للألعاب النارية، بالإضافة إلى تقديم رقصة الأسد الشهيرة لديهم.