أكد محمد أنور هيدور، الفاعل الجمعوي بإسبانيا، أن الأزمة المالية التي ضربت هذا البلد الأوروبي سنة 2007 كانت لها انعكاسات كثيرة على المهاجرين المغاربة وخلفت ظواهر عديدة، بعضها مسيء والبعض الآخر إيجابي. وأوضح الناشط الجمعوي والنقابي في إسبانيا، خلال ندوة نظمت زوال يوم الخميس برواق مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، أن المغاربة الذين يشتغلون بقطاع البناء والفنادق والسياحة كانوا أكثر تضررا من الأزمة المالية، بالنظر إلى كون القطاعات المذكورة تعرف تشغيل أكبر عدد من اليد العاملة المغربية. ولفت المتحدث نفسه إلى أن هذا الوضع "أثر بشكل كبير على المغاربة الذين بقوا في البطالة؛ وهو ما انعكس ذلك على الوضعية القانونية للمغاربة، إذ أصبحوا يقيمون بذلك بطرق غير شرعية". أمام هذا الوضع، لم يجد عدد من هؤلاء المغاربة، يضيف الناشط هيدور، بدا من القيام بما أسماه "الهجرة الصامتة" والعودة إلى وطنهم، فيما بقيت فئة صامدة في وجه الأزمة. وانعكست عودة بعض الأسر إلى ديارهم، حسب المتحدث دائما، على الأطفال الذين وجدوا إشكالا كبيرا في الاندماج الاجتماعي والاندماج بالمدرسة. مقابل هذه الصورة السوداء، التي رسمها هيدور، فإن لهذه الأزمة "وجها حسنا" يتمثل أساسا في ظهور أمور إيجابية؛ ذلك أن "المهاجرين أصبحوا يشتغلون في التجارة وينتقلون من بلد إلى آخر، وأصبحت حاليا قوافل السيارات بين المغرب وإسبانيا تقوم بترويج السلع، وأضحت بذلك التجارة منتعشة جدا". وأضاف الباحث أن هذه الأزمة "لم تطل بعض القطاعات مثل الأشغال المنزلية والاهتمام بالمسنين، وهي أعمال تبقى حكرا على النساء، الشيء الذي جعل المرأة رافدة ومعيلا للأسرة وتلعب دورا رئيسيا في تحمل عبء الأزمة". وبخصوص الوضع الحالي بالجارة الشمالية، أوضح الفاعل النقابي أن "الاقتصاد يعرف انفراجا والطلب على اليد العاملة المغربية في قطاع البناء والسياحي والفلاحي متزايد، وهذا الأمر دفع بعودة المهاجرين إلى البلد بعد مغادرتهم له". وشدد محمد أنور هيدور على أن "التغطية الاجتماعية للمهاجرين، التي تم رفعها من لدن بعض الهيئات في إسبانيا، دفعت النقابات إلى الاحتجاج؛ وهو ما جعل مقترح قانون يتم رفضه، وبالتالي، يضيف المتحدث نفسه، فالتغطية الصحية مضمونة". من جهتها، أكدت مينة غوش أن الرجال كانوا يعولون على النساء في التربية؛ غير أن خروجهن إلى العمل بسبب الأزمة جعل معاناتها متضاعفة، وهذا من المسائل التي وجب الانتباه إليها. وأكدت الناشطة الجمعوية أن المغاربة بمجرد حصولهم على الجنسية الإسبانية تحولوا صوب فرنساوألمانيا، بحثا عن العمل بسبب الأزمة الاقتصادية. وعرجت المتحدثة نفسها على وضعية العاملات الموسمية، اللواتي يتم استقدامهن من أجل الاشتغال في ضيعات الفراولة، حيث أشارت إلى أن طلب الإسبان اشتغالهن في جني هذه الفاكهة جاء بعد انسحاب الرومانيات وغيرهن صوب ألمانيا للعمل، لافتة إلى أنهن تتعرضن للاستغلال من لدن مغاربة وجزائريين.