ثمّنت الرباط الانتصارات العسكرية والأمنية ضد تنظيم "داعش" في سورياوالعراق، التي قادها التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الإرهابي، الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتعتبر المملكة المغربية عضوة فيه، مشددة على ضرورة "الحيلولة دون تمتع مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي بحرية التنقل وتجفيف منابع تمويله المحتملة". وجاء الموقف المغربي، على لسان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، في كلمة يوم أمس الثلاثاء خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي بالكويت، حيث شدد الوزير على أن المغرب "يتقاسم أهداف التحالف ويعمل على جميع الأصعدة بهدف إيجاد رد دولي يكون في مستوى التهديد الذي يواجهنا"، حيث نوه باعتزام التحالف الدولي تعبئة كل الوسائل لمحاربة "داعش" خارج المنطقة السورية –العراقية. وترى المملكة ضرورة مواصلة التحالف ترسيخ الانتصارات العسكرية والأمنية ضد "داعش" و"الحيلولة دون تمتع مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي بحرية التنقل وتجفيف منابع تمويله المحتملة"، حيث "يجب أن نبقى على أهبة ويقظة كبيرتين بخصوص الدينامية المرتبطة بتنظيم داعش، خاصة في ما يتعلق بتطور بنياته وقدرته على تعبئة المتعاطفين وتوجيه هجمات في مختلف أنحاء العالم". وتوقف بوريطة عند قضية عدوة الدواعش إلى بلدانهم الأصلية أو دول الإقامة أو إعادة انتشارهم في مناطق آمنة مع "الاستعمال المغرض للأنترنت وتكنولوجيا المعلومات الجديدة"، مضيفا أن العمل الحالي والمستقبلي "يجب أن ينصب، في احترام لمقتضيات دولة القانون، على تكثيف الجهود من أجل التصدي بصفة دائمة للاستغلال والتوظيف الذي تقوم به داعش للأنترنيت وتكنولوجيا المعلومات والاتصال الجديدة". وعلاقة بعودة الدواعش دائما، خاصة إلى البلدان الإفريقية، نبه المغرب إلى ما تشهده منطقة شمال إفريقيا من عودة الآلاف من العناصر ضمن صفوف "داعش" ونسج روابط مع شبكات إرهابية، مضيفا أن إفريقيا "تبقى أحد أكثر المستهدفين من الإرهاب، وسبق لها أن تحملت مسؤولياتها لصد واجتثاث التهديد الإرهابي واقتلاع جذوره الإيديولوجية ومسبباته الاجتماعية والاقتصادية". إلى ذلك، دعا بوريطة إلى دعم ومساندة الجهود الإفريقية من لدن التحالف الدولي، من خلال "مقاربة شمولية وعمل كلي متعدد الأشكال وبنيوي، والذي يمكن تضمينه في خارطة طريق"، والتي قال إنها يجب أن تأخذ بعين الاعتبار حقيقة التهديد في إفريقيا "وتقدم مقترحات وأجوبة ملائمة ومتوافقة مع الإشكاليات الحالية، بالإضافة إلى السهر على تكثيف الجهود على المستويات القارية والجهوية والوطنية ومتعددة الأطراف". وعرف الموعد الدولي مشاركة 75 جهة ومنظمة دينية ودولية في الاجتماع وزراء خارجية دول التحالف ضد "داعش"، الذي اختتم اليوم الثلاثاء بالكويت، الذي يأتي استكمالا للاجتماعات السابقة التي عقدها التحالف بغية "حشد الجهود الدولية وتنسيق بين الدول الأعضاء في جميع المجالات لمحاربة التنظيم الإرهابي". وشدد اللقاء الدولي على ضرورة استمرارية التنسيق في عدة مجالات، تشمل مواصلة مكافحة "تمويل داعش" و"وصول المقاتلين الإرهابيين الأجانب"، بجانب "تنسيق اتصالات بين دول التحالف لتخفيض قدرات التنظيم على استخدام التحريض والدعاية والتجنيد" و"حرمان التنظيم من القدرة على استمراره في التواصل بالأنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي"، مع "تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة التنظيم الإرهابي". وقال ريكس تريلسون، وزير الخارجية الأمريكي، إن التحالف الدولي "حقق نجحا كبيرا في الفترة الماضية.. لكن لا يزال داعش يشكل خطرا ونحن ملتزمون بمحاربته"، مشيرا إلى أن دحر التنظيم الإرهابي في العراقوسوريا "يعني أن جميع الدول المشاركة في التحالف يجب أن تحافظ على الجهود التي حققت وتقديم المساعدات الضرورية اللازمة للمجتمعات التي تبدأ الآن في مرحلة إعادة البناء". وشدد تيلرسون، في اجتماع وزراء خارجية التحالف في العاصمة الكويتية، على أن داعش "لا يزال يشكل تهديدا على المنطقة، بالرغم من تحرير الأراضي العراقية من قبضته"، حيث دعا إلى "استمرار جهود التحالف لضمان عدم عودة التنظيم إلى العراقوسوريا"، فيما تعهد بتقديم 200 مليون دولار أمريكي لدعم جهود التحالف في سوريا.