غازل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، ساكنة الجهة الشرقية التي تعيش على وقع احتجاجات عارمة منذ شهور، وقال في اللقاء التواصلي للوفد الحكومي مع الجهة الشرقية اليوم السبت: "أوجه التحية لساكنة الجهة التي تتميز بموقع تاريخي وحضاري هام مثقل بالأحداث والرموز التاريخية والمساهمة في نضال التحرر الوطني ضد الاستعمار، ونحن سنبقى أوفياء لهذا الماضي الحافل". وأضاف العثماني أن الحكومة "تحركها إرادة سياسية قوية للاهتمام بالجهة وتسريع مختلف المشاريع، سواء المبرمجة أو التي هي قيد الانجاز، لدعم مسار تطور الجهة الشرقية"، وأشار إلى أن الحكومة "تنصت باستمرار لانتظارات الساكنة وتسعى إلى الاستجابة لمضمون المطالب الاجتماعية والاقتصادية". وجدد العثماني تأكيده على أن زيارته إلى المنطقة الشرقية لم تأت في سياق الاحتجاجات التي تشهدها مدينة جرادة، بل جاءت في سياق الجولات التي تقوم بها الحكومة إلى الجهات والأقاليم؛ وذلك من أجل دعم خيار الجهوية الموسعة الذي اختاره المغرب، وأيضا للإنصات إلى المنتخبين والفاعلين حول الإشكالات والقضايا التنموية بالمنطقة. وحول مطالب ساكنة جرادة، أعلن رئيس الحكومة عن بعض الإجراءات الأولية، من قبيل اتخاذ قرار بعد التشاور مع وزير الداخلية بالسحب الفوري لكل الرخص غير القانونية لاستغلال الفحم التي لم يلتزم أصحابها بالقانون، بالإضافة إلى تفويت كافة المساكن المستغلة من طرف عمال مفاحم المغرب سابقاً في إطار الوعود التي أعطيت لهم وبقيت معلقة إلى اليوم. وأعلن العثماني أنه تمت تعبئة حوالي 2.5 مليون درهم لفائدة الخلية القانونية المكلفة بالتنسيق مع صندوق التقاعد والتأمين، من أجل تيسير ملفات الأمراض المهنية لمستخدمي شركة مفاحم المغرب. من جهة ثانية، أورد العثماني أن الحكومة أطلقت دراسة حول باقي المعادن لاستغالها وفق القانون "لتعود بالنفع على الساكنة"، كما لفت إلى وجود منطقة صناعية في جرادة ستمكن الشباب من فضاء يوفر لهم بيئة اقتصادية للعمل. وأضاف أن "القطاع الفلاحي سيشهد بدوره استثمارات لتشجيع المناطق المملوءة بالنفايات وتحسين المحيط البيئي"، وأبرز أن الحكومة تدرس مع القطاعات المعنية تخفيض ثمن تذكرة الطائرة من وجدة إلى الدارالبيضاء من 1400 درهم إلى ألف درهم. وتطرق العثماني إلى المشاريع المرتقبة في الجهة الشرقية، أبرزها ميناء الناظور المتوسطي الغربي، وقال إن "هذا الورش مهم وتم إنجاز الثلث منه وستنتهي الأشغال قريباً به، ناهيك عن منطقة حرة بجانبه ستشكل رافعة اقتصادية وتنموية للجهة بشكل عام". وبشر العثماني ساكنة الجهة بأنه في حالة احتضان المغرب لنهائيات كأس العام لكرة القدم لدورة 2026، ستكون مدينة وجدة من ضمن شبكة الملاعب الدولية التي ستحتضن المباريات بعد إنجاز مركب رياضي تبلغ تكلفته 800 مليون درهم. في مقابل ذلك، اعتبر حزب الاستقلال بالجهة الشرقية زيارة العثماني "صورية وتمت تهيئتها مسبقا وترتيب كل تفاصيلها ومخرجاتها"، وحذر الحكومة من "مغبة التعامل مع مشاكل الجهة بمنطق رجال المطافئ والتحرك فقط تحت ضغط الشارع". وكان نشطاء الحراك في جرادة قد أكدوا في تصريحات لهسبريس أنهم يرفضون الجلوس مع العثماني في هذا اللقاء، "لأنه لا يأتي تجاوباً مع الحراك الذي تشهده المدينة، بل في سياق الزيارات الحكومية إلى الجهات والأقاليم".