"ألسنا مغاربة؟"، هو تساؤل تلفظ به أحد المساهمين في عملية نقل امرأة حامل على "باب" إلى سيارة الإسعاف المركونة على بعد حوالي كيلومتر من منزل الحبلى، بسبب كثافة الثلوج المتساقطة بقرية إمتشيمن جماعة تونفيت إقليم ميدلت في الأيام الأخيرة. وحسب ما ورد في فيديو منتشر على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، فقد ظهرت امرأة حبلى وهي محاطة بمجموعة من الأفراد رجالا ونساء، وهم يحوقلون ويحتجون لغياب هيليكوبتير خاصة، في صورة يندى لها الجبين، ومغطاة بغطاء شتوي نظرا لانخفاض درجة الحرارة، وممددة على "باب" يحمله السكان مسرعين في اتجاه سيارة الإسعاف. المشهد كما وصفه أحد المتتبعين للشأن المحلي بقرية إمتشيمن، فضل عدم ذكر اسمه، عبارة عن "وصمة عار في جبين وزارة الصحة بالخصوص، والدولة المغربية بشكل عام، ويعود بالمغرب عقودا إلى الوراء، إذ نتأسف لحال ساكنة الجبل في ظل غياب أي سياسة تنموية حقيقية، تعود بالنفع على ساكنة المناطق القروية، لاسيما في قطاع الصحة". وفي تصريح لمحمد شاوش، مستشار جماعي بجماعة تونفيت مشيخة إمتشيمن، أورد أن المرأة الحامل عانت من المخاض نتيجة غياب الرعاية الطبية، مؤكدا أنهم حملوها من منزلها إلى سيارة الإسعاف التي حصلوا عليها بعد مفاوضات عسيرة مع السلطات المحلية. ويضيف المصدر ذاته في تصريح خص به هسبريس، أن القرية تتوفر على مستوصف طبي به ممرض وحيد، غير أن غياب التجهيزات الطبية بداخله يجعل منه مجرد بناية مهجورة لا طائل من ورائه، ما دام لا يقدم الخدمات للمواطنين من المرضى. وبخصوص حالة المرأة الحامل بعد نقلها عبر سيارة الإسعاف إلى مستشفى تونفيت ومنه إلى مستشفى ميدلت للإنجاب، أشار المستشار الجماعي إلى أنها وضعت مولودها بمستشفى ميدلت، لتعود بعد ذلك رفقة زوجها إلى القرية بعد ساعات طويلة من السفر، جراء غزارة الثلوج غير المعهودة بجبال الأطلس. ولأن الثلوج تزيد من حدة معاناة ساكنة إمتشيمن، أكد المتحدث عينه أنهم عازمون على تنظيم مسيرة مشيا على الأقدام في اتجاه مقر العمالة بميدلت يوم الاثنين المقبل، لإسماع صوتهم للمسؤولين الإقليميين، وعلى رأسهم عامل الإقليم، متمنيا، يردف المصدر، أن يصيخ السمع لمطالب الساكنة المتضررة وأن يستجيب لها، وإلا سيضطرون إلى التصعيد في أشكالهم الاحتجاجية.