تمكنت عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية بثغر سبتة، الرازح تحت الوجود الإسباني، من تفكيك شبكة تكرس نشاطها في الاتجار بالبشر بغرض الاستغلال الجنسي، من خلال إجبار نساء مغربيات على القيام بأعمال الدعارة والرقيق الأبيض مقابل مبالغ مالية شحيحة. وقالت مصادر أمنية، في تصريحات نقلتها منابر إعلامية إسبانية محلية، إن أفراد هذه العصابة الإجرامية، وعددهم أربعة، يرغمون نساء مغربيات، ضمنهم قاصرات، على ممارسة الدعارة بالإجبار وتحت وطأة التهديد، مشيرة إلى أن الضحايا تعرضن لجميع أشكال الإهانة والعبودية لعدة سنوات. وتبعا للمصادر ذاتها فإن الأبحاث القضائية بشأن هذه الشبكة، التي تعمل على تسخير نساء في أعمال الدعارة مقابل المال، بدأت منذ سنة، مبرزة أن تفتيش الشقة المعدة لاستقبال زبناء المومسات، في إطار عملية أمنية أطلقت عليها تسمية "Heteras"، مكنت من حجز كمية مهمة من مخدري الحشيش والكوكايين. صحيفة "إل بوبليكو" الإسبانية، التي أوردت الخبر، أضافت أن عناصر الأمن الإسباني مكنت أيضا من حجز مبالغ مالية بعملتي الدرهم والأورو، فضلا عن وثائق تعريفية مزورة وهواتف نقالة، موضحة أن النساء المغربيات ضحايا الاستغلال الجنسي والعملي، من قبل الشبكة، بالكاد يتغلبن على تكاليف عيش أسرهن. وزاد المنبر الإعلامي ذاته أن أفراد المجموعة الإجرامية يستغلون الإقامة غير المشروعة لهؤلاء النساء فوق تراب مليلية، إذ لا يتوفرن على وثائق تسمح لهن بممارسة عمل في إطار قانوني، موضحا في المنحى ذاته أن الشبكة تمارس أيضا أنشطة متعلقة بالاتجار في المخدرات داخل الوكر المعد للدعارة. وزادت أيضا أن المتضررات من الاستغلال الجنسي يشتغلن طوال اليوم دون انقطاع، في ظروف حاطة من الكرامة، فيما أمر قاضي الغرفة الرابعة بمحكمة مدينة مليلية بوضع الجميع تحت تدابير الحراسة النظرية، في انتظار تعميق الأبحاث بخصوص أنشطة الشبكة، قبل اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها في هذا الصدد.