شرعت سلطات مدينة مليلية المحتلة في تثبيت شفرات حادة على مستوى السياج الحديدي الشائك المحيط بميناء الثغر، كإجراء أولي من سلسلة تدابير وقائية تهدف إلى التصدي لتسلل الأطفال القاصرين المغاربة إلى السفن المتجهة نحو تراب المملكة الأيبيرية. وقال ميغيل مارتين، مدير ميناء ثغر مليلية، إن مسألة وضع الشفرات لن تثير أي جدل، كون الحكومة الإسبانية تسمح بمثل هذه الإجراءات الوقائية التي لا تشمل كامل الجدار الأمني المحيط بتراب المدينة، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه سيتم تنفيذ تدابير أخرى بغية تعزيز الأمن بالمنطقة. وأوضح ميغيل، في تصريحات نقلتها صحيفة "إلفارو" الإسبانية، أن الشفرات الحادة وضعت في أكثر من مناسبة وتمت إزالتها بسبب الجدل المثار حولها، لا سيما من لدن بعض المنظمات الحقوقية التي ترى أنها تعرض حياة المهاجرين للخطر، مؤكدا أن الإجراء قانوني ويسعى فقط إلى تحقيق الأمن. وزاد المسؤول ذاته أن العديد من الأطفال المغاربة غير المصحوبين يقومون، بين الفينة والأخرى، بعمليات نزوح جماعية نحو ميناء الثغر قصد التسلل إلى بواخر نقل المسافرين والسلع المتجهة إلى إسبانيا، مبرزا في المنحى ذاته أن 19 ألف قاصر مغربي حاولوا اقتحام السياح المحيط بالميناء خلال السنة الماضية. وتابع المتحدث أيضا أنه سيتم تشييد سياج حديدي جديد بارتفاع أربعة أمتار بالمنطقة المحاذية للميناء، إضافة إلى تثبيت كاميرات للمراقبة ومصابيح متوهجة؛ فيما قال خوضي بلاثون، رئيس المنظمة الإسبانية غير الحكومة "برودين"، إن هذه التدابير عديمة الجدوى، إذ ستتسبب في المزيد من الضرر لهؤلاء الشباب المغاربة. حري بالذكر أن خوان خوصي إمبرودا، رئيس الحكومة المحلية لمدينة مليلية المحتلة، كان قد طالب سلطات الرباط ب"مد يد العون لترحيل الأطفال القاصرين المغاربة غير المصحوبين، المعروفين اختصارا بتسمية "MENA، إلى المملكة قصد العيش مع أسرهم"، لا سيما في ظل رفضهم البقاء بالمراكز المخصصة لإيوائهم.