تحدّت قساوة الجو، وتضاريس الجبال الصعبة، وضعت أمام أعينها الوصول إلى القمة حتى ولو تطلب الأمر مجهوداً كبيراً، تمَكنت الشابة المغربية سامية حيمورة ذات الثالثة والعشرين ربيعاً، من الوصول إلى قمة جبل كلمنجارو أعلى قمة بإفريقيا، الذي يبلغ ارتفاعه 5895 متراً. ونجحت سامية في وضع العلم المغربي فوق قمة أوهورو بتانزانيا، بعد رحلة شاقة وصعبة، دامت سبعة أيام، تحت إشراف جامعة الأخوين، محققة بذلك حلمها بتسجيل اسمها كأصغر متسلقة للجبال في العالم العربي. بدأت رحلة سامية بكثير من الإثارة وانتهت برضا عن الذات، وقالت في تصريحات صحافية: "بدأت الرحلة بكثير من الإثارة وانتهت بشعور كبير من الإنجاز والرضا الذاتي"، وأضافت "تجربة صعود أعلى قمة إفريقية، فريدة من نوعها، امتزج فيها الخوف والمعاناة والشعور بالوحدة والتحدي والأمل، ثم النشوة بالنجاح". وتابعت حيمورة "إنّ صُعود الجبال له معنى أوسع وأعمق، خاصة بالنسبة إلى المرأة؛ فنشوة الفوز التي أحسست بها عند الوقوف فوق القمة تُوازي إحساس أية امرأة عند إثبات ذاتها والاعتراف بقُدراتها، ورفع هذا التحدي يؤكد أن المرأة بإمكانها رفع كافة التحديات الأخرى المرتبطة بالمجالات العلمية والفنية والمهنية". الجهد الذّي تَبذله سامية لتحقيق هواياتها يُواكبه جُهدٌ مضاعف لإنجاز العديد من الأعمال الاجتماعية والمهنية الدراسية، حيث تنكب على إعداد مشروع تطوير سِوار إلكتروني مُتصل يُمكّن من إرسال إشارة إلى السلطات أو شركات الأمن الخاص في حالة التعرض للاعتداء، خاصة النساء. وقالت إنّ "فكرة المشروع اشتغلت عليها مع المصمم المغربي أنس زكي، وتمّ تقديم ابتكارها خلال فعاليات المنتدى المخصص للمبادرات التكنولوجية الناشئة عن النّساء ولها تأثير اجتماعي". وتستعدُ متسلقة الجبال لتسلق ست قمم أخرى؛ وهي جبل البروس في أوروبا، وجبل دينالي، في أمريكا الشمالية، وجبل أكونكاغوا في أمريكا الجنوبية، وجبل فينسون في القارة القطبية الجنوبية، وجبل كوسكيوسكو في أستراليا.