تتشكل المناظر الطبيعية الخلابة في عالمنا ببطء عبر القرون، وتعد "الآثار" الجيولوجية، ابتداء من الجبال والأنهار الجليدية والصحارى والشلالات، عجائب طبيعية، ويعرض لنا الخبير خوسيه لويس باريرا موراتي، من نقابة الجيولوجيين في إسبانيا، "أشهر عشرة مواقع جيولوجية" على مستوى العالم تدهش من يزورها. الأمريكيتان الشمالية والجنوبية: 1- متنزه يلوستون الوطني في الولاياتالمتحدة: يقع الجزء الأكبر من متنزه يلوستون الوطني في ولاية وايومنج، وهو يعد أقدم متنزه وطني في العالم، ويشتهر بتنوع الظواهر الحرارية الأرضية، خاصة نبع الماء الحار القديم (Old Faithful Geyser) الذي يعد أحد أشهر المواقع فيه، وفقا لباريرا موراتي. ويمتد المتنزه على مساحة ثمانية آلاف و983 كلم مربع، ويضم بحيرات وأنهارا وأخاديد وسلاسل جبلية. وقال الخبير: "تعد بحيرة يلوستون أكبر بحيرة جبلية بأمريكا الشمالية، ويقع في نصفها الجنوبيبركان يلوستون الأكبر في القارة والنشط دائما". وقال عالم الجيولوجيا إنه وفقا لبياناته فقد شهدت ملايين الأعوام الأخيرة ثوران البركان بقوة كبيرة في عدة مرات. وأضاف أن "نصف مواقع الجذب الحرارية في العالم توجد في يلوستون بسبب النشاط البركاني المستمر. إذ تغطي تدفقات الحمم والصخور المنبعثة عن ثوران البركان الجزء الأكبر من المنطقة في هذا المتنزه الوطني". 2- نهر بيريتو مورينو الجليدي.. نقاء الثلوج (الأرجنتين): أفاد خبراء نقابة علماء الجيولوجيا أنه يمكن متابعة العمليات الجيولوجية في الأنهار الجليدية، وهذا ما يحدث مع نهر بيريتو مورينو الجليدي، الذي يعد أحد المواقع الرئيسية بمنطقة باتاجونيا الأرجنتينية، كما يعد أحد المواقع الرئيسية للسياحة الجيولوجية. ويغطي هذا النهر الجليدي منطقة محمية مساحتها 600 ألف هكتار، وفقا لما أكده الخبراء على الموقع الإلكتروني لباتاجونيا . ويقع هذا النهر الجليدي بمتنزه وطني هو متنزه الأنهار الجليدية، الذي يوجد به أكثر من 300 نهر جليدي، بينها نهر بيريتو مورينو، الذي يبلغ ارتفاع الثلوج به أكثر من 60 مترا فوق مستوى سطح الماء. ويمكن في مدينة كالافاتي القريبة من هذا المتنزه، الذي يبعد بنحو ثلاثة آلاف كلم عن بوينوس آيرس، الاختيار بين مجموعة هامة من الأنشطة مثل زيارة متحف "جلاساريوم" للثلج والتزحلق على الجليد أو القيام برحلة "سفاري" على الجليد. كما توجد في تشيلي المجاورة أنهار أخرى كبيرة الأحجام مثل نهر جراي الجليدي في المتنزه الوطني لابراج بايني. 3- سالار دي أويوني أكبر مجمع ملح في العالم (بوليفيا): يقع سالار دي أويوني على ارتفاع ثلاثة آلاف و650 مترا فوق مستوى سطح البحر، وتبلغ مساحته عشرة آلاف و582 كلم، ويقع جنوب شرق بوليفيا بإقليم بوتوسي بسلاسل الأنديز. وقال باريرا لوكالة "إفي": "كان منذ 40 ألف عام جزءا من بحيرة مينتشين الضخمة، التي ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ، والتي عندما جفت تركت بحيريتي بوبو وأورو أورو وصحراوين كبريين من الملح، هما سالار دي كويباسا وإيوني التي تعد الأكبر. وتعد سالار دي أويوني أكبر محمية لليثيوم في العالم، حيث تضم ما بين 50 و70 بالمائة من الليثيوم العالمي". ويمكن لمن يزورها الوصول إلى بعض الأماكن العامة في المنطقة مثل بلدة كولتشاني الواقعة على الضفاف، وتمثل مدخل هذه الأعجوبة الطبيعية، وهي المكان الوحيد التي يستخرج فيه الملح بتقنيات بدائية، وكذلك بالأيدي مثلما كان يحدث في القدم. 4- شلالات إجوازو (الأرجنتين-البرازيل): يمكن تأمل 20 بالمائة من جمال شلالات نهر إجوازو، من البرازيل، و80 بالمائة من الأراضي الأرجنتينية. وتفتتح هذه الشلالات طوال العام، وتشمل تذكرة دخولها زيارة مركز للزوار وقطار الغابة والطريق الأخضر وأخدود الشيطان، بينما يعتمد العبور إلى جزيرة سان مارتين على أوضاع نهر إجوازو. 5-الأخدود العظيم (الولاياتالمتحدة): يعد الأخدود العظيم أحد أشهر المواقع بالولاياتالمتحدة، ويقع بولاية أريزونا، ويزوره 4.5 ملايين زائر سنويا. تبلغ مساحته 446 كلم، ويبلغ ارتفاعه ألفين و400 متر. وإلى جانب زيارة المتنزه، توجد في محيطه مساحات مختلفة لاستكمال التجارب مثل محمية الهنود هافاسوباي أو الأخدود العظيم الغربي. 6- بركان كيلاويا بهاواي (الولاياتالمتحدة): يعد أحد أكثر البراكين الخمسة نشاطا بجزيرة هاواي داخل الأرخبيل الذي يحمل الاسم نفسه. وقال الأستاذ باريرا: "يقع على طول الساحل الجنوبي من الجزيرة، وعمره يتراوح ما بين 300 و600 ألف عام، وقد ظهر من البحر منذ نحو 100 ألف عام"، موضحا أنه يعد "ثاني البراكين الحديثة بهاواي". وتقع قمة البركان على ارتفاع ألف و111 مترا وسلسلة كبيرة تشكلت مؤخرا، إضافة إلى منطقتين تمتدان على مساحة 125 كلم نحو الشرق و35 كلم نحو الغرب. ووفقا للخبير الجيولوجي، "ففي أسطورة هاواي، شوهدت فوهة هاليماوماو داخل كيلاويا كجسد ومسكن للإلهة بيليه المرتبطة بالنار والرياح والبراكين". ووقع الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون عام 1916 مشروع قانون يؤسس المتنزه الوطني لبراكين هاواي، وأصبح المتنزه منذ ذلك الحين تراثا للإنسانية ومقصدا سياحيا هاما يجذب نحو 2.6 مليون شخص سنويا. آسيا: 7- جبل إيفرست (الصين/نيبال): يعد مقصد السياحة الرياضية المرتبطة بالجبال في العالم. ويضم جبل إيفرست، وفقا لخبراء نقابة الجيولوجيا، صخورا رسوبية. وللاستمتاع يجب صعود الجبل، الذي يعد أحد الجبال التي تتكون منها سلاسل جبال الهيمالايا، على الحدود بين الصين ونيبال. 8- نهر لي (الصين): قال باريرا لوكالة (إفي): "يعد أحد أفضل المناظر الجيولوجية في العالم وأحد أشهر المواقع في الصين. إذ يعتبر نهر لي بين أشهر عشر عجائب في العالم، وفقا لمجلة "ناشيونال جيوغرافيك" الأمريكية". وتقديرا لجماله، تظهر صورة نهر لي في عملة 20 يوان بجمهورية الصين الشعبية. ويقع هذا النهر جنوب البلد الأسيوي، وترى عبر معبره المائي قوارب صغيرة تعبره، تنطلق العديد منها من مدينة جيلين. ويقع منبع نهر لي بجبال ماوير بمقاطعة شينج إن، ويتجه نحو الجنوب عبر مدينة جيلين عاصمة جوانجكسي، ويسكنها 671 ألف نسمة. إفريقيا: 9- شلالات فيكتوريا (زامبيا/زيمبابوي): تقع في نهر زمبيزي الذي يمثل رابع أكبر الأنهار في إفريقيا. وقد زار المستكشف الأسكتلندي ديفيد ليفينجستون الشلالات عام 1855، وأطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى ملكة بريطانيا فيكتوريا، وكانت تعرف لدى السكان المحليين باسم "موسي ؤوا تونيا"، وتعني "الدخان الذي يطلق الرعد". وأعلنت شلالات فيكتوريا تراثا للإنسانية من جانب منظمة اليونسكو في عام 1989 لتحمي مساحة ثمانية آلاف و780 هكتارا. وقال باريرا إن "عرض الشلالات نحو 1.7 كلم وارتفاعها نحو 108 أمتار. وتعتبر منظرا رائعا". وتشهد الهضبة، التي يمر عبرها نهر زمبيزي، فترة سقوط أمطار منذ أواخر نوفمبر حتى مطلع أبريل، وموسما جافا بقية العام، وفيضانات سنوية بين فبراير وماي. 10- منخفض الداناكيل (إثيوبيا). في منطقة عفار شمال إثيوبيا بقلب القرن الإفريقي يقع منخفض الداناكيل، حيث تتفاعل القوى الباطنية للأرض لتفكيك ثلاث صفائح تكتونية وإبعادها عن بعضها لتكوين أرض جديدة. وأوضح الجيولوجي أن "المنطقة معروفة أيضا باسم "بوابة جهنم" بسبب سخونة مناخها والمناظر البركانية. وتبلغ درجات الحرارة في مناطق تنخفض بأكثر من 100 متر عن مستوى سطح البحر 50 درجة مئوية. وأضاف "توجد أماكن شديدة الجمال مثل بحيرات الملح والمناظر البركانية ذات اللون الأصفر. يجب إبراز بركان "إيرتا أيل"، الذي لديه بحيرة من الحمم الدائمة" (إفي) .