قال أليستر بيرت، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي يقوم بزيارة تستغرق يومين إلى المغرب، إن المملكة المتحدة تدعم المسار الأممي لقضية الصحراء. وجواباً عن سؤال لجريدة هسبريس الإلكترونية حول موقف بلاده من التطورات الأخيرة لقضية الصحراء، خصوصا بعد استفزازات جبهة البوليساريو المتواصلة في منطقة "الكركرات"، كشف المسؤول الحكومي البريطاني، خلال ندوة صحافية عقدها مساء اليوم بالرباط، أنه التقى الأسبوع الماضي في لندن بهورست كوهلر، المبعوث الأممي إلى الصحراء؛ ولكنه لم يقدم معلومات إضافية عن اللقاء الثنائي. وأكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن موقف بريطانيا ثابت ولا يتغير من قضية الصحراء، ويدعم المجهودات التي تقوم بها الأممالمتحدة لتسوية النزاع بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو. وأضاف أن بلاده ترحب وتثمن الخطوات التي يقوم بها المغرب حيال هذه القضية. وأشاد بيرت بالعلاقات التاريخية والدبلوماسية بين المملكتين المغربية والبريطانية، وقال إن "المغرب يعدّ أحد أعرق شركاء بريطانيا والذي نتشارك معه العديد من التوجهات والمصالح، ونتطلع إلى تقوية علاقاتنا الثنائية أكثر، خاصة ونحن نستعد للخروج من الاتحاد الأوروبي سنة 2019". وحول طبيعة الزيارة التي يقوم بها أوضح وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنه أجرى لقاءات مع مسؤولين ووزراء مغاربة حول مجموعة من القضايا السياسية، بالإضافة إلى مواضيع الهجرة والأمن والدور المهم المتنامي للمغرب داخل القارة الإفريقية والدعم البريطاني الموجه إلى المشاريع التنموية في المغرب. ولفت المتحدث الانتباه إلى أن حكومة المملكة المتحدة لديها طموح بالوصول إلى مليون سائح بريطاني يزور المغرب سنويا في أفق 2021، والرفع من المبادلات التجارية التي تصل الآن إلى ملياري جنيه إسترليني، خصوصا أن المغرب يُعتبر مدخلاً رئيسياً إلى القارة السمراء. والتقى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اليوم الخميس في الرباط، كل من ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ومحمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، وعبد الوافي لفتيت وزير الداخلية، بالإضافة إلى رشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة. وتعود بداية العلاقات بين البلدين إلى سنة 1213 حين أرسل ملك إنكلترا آنذاك أول بعثة دبلوماسية إلى المغرب لإجراء اتصالات مع السلطان الرابع في الدولة الموحدية، السلطان محمد الناصر، أملا في دعم الموحدين في صراع بلاده مع الأعداء الأوروبيين. وكانت هذه المحطة نقطة انطلاق علاقة تاريخية يعود امتدادها إلى أزيد من 800 سنة.