شهدت جنازة الراحل أحمد العراقي، كاتب الدولة الأسبق المكلف بالبيئة والقيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي توفي عن عمر يناهز 69 سنة بعد صراع طويل مع المرض، حضورا وازنا لشخصيات سياسية وعسكرية ومدنية. وعرفت جنازة الراحل العراقي حضور رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران وإلى جانبه إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وإلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ومحمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وإسماعيل العلوي القيادي بحزب "الكتاب"، ثم وزراء من حكومة سعد الدين العثماني على رأسهم مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، ثم عبد الكريم بنعتيق الوزير المكلف بالجالية والقيادي في حزب "الوردة". وسار في الموكب الجنائزي للراحل العراقي، الذي شيعت جنازته بمقبرة الغفران بالدارالبيضاء، عدد من ممثلي الأحزاب السياسية من بينهم إدريس الأزمي الإدريسي عمدة مدينة فاس عن حزب "البيجيدي"، ويونس مجاهد عن حزب الاتحاد الاشتراكي الذي شغل في عهد حكومة عبد الرحمان اليوسفي سنة 1998 منصب كاتب الدولة لدى الوزير المكلف بإعداد التراب الوطني والبيئة والتهيئة العمرانية والسكن مكلفا بالبيئة، وعلي لطفي عن "البام". كما عرفت الجنازة مشاركة والي جهة الدارالبيضاءسطات عبد الكبير زاهود، وشخصيات أخرى ضمنها حسن أوريد، الناطق باسم القصر الملكي سابقا. ودخل عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، على هامش هذه الجنازة، في حديث مع خصمه السياسي إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إذ سارا جنبا إلى جنب وهما يتبادلان أطراف الحديث ويبتسمان في وجه بعضهما البعض. وقال بنكيران، في تصريح أدلى به لوسائل الإعلام، إن "مولاي أحمد صهري، وصديق لي منذ 1974"، مضيفا أن الراحل "مناضل دخل العمل السياسي مع الطلبة المغاربة الذين كانوا في فرنسا". كما وصف بنكيران الراحل الاتحادي مولاي أحمد ب"الزعيم" و"الإنسان الذي يفهم في تخصصات عدة من بينها الدين"، مؤكدا أنه "طبيب وأستاذ تفرغ لعمله بطريقة متجردة وبإخلاص كبير، وهو رجل نزيه ورجل مارس الطب بشرف، فلم نسمع يوما بأن شخصا اتهمه بأنه قام بشيء غير مناسب خاصة أن مهنة الطب صعبة". وعمل الراحل العراقي، الحاصل على دكتوراه في الطب من جامعة تولوز عام 1977، أستاذا بكلية الطب بالدارالبيضاء، كما تقلد منصب رئيس اللجنة العربية للبيئة في الأممالمتحدة (1998-1999)، ورئيس الجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول التغيرات المناخية. وخلف العديد من الإصدارات العلمية في مجالات الطب والبيداغوجيا ونظم التعليم والصحة العمومية والبيئة والعلوم الإنسانية.