فجر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قنبلة من العيار الثقيل عندما دعا المصريين إلى وضع دستور استنادا إلى مبادئ الدولة العلمانية، مما أثار حفيظة مختلف القوى الإسلامية. واعتبرت تصريحات اردوغان تدخلاً في الشأن المصري الداخلي. وأشار أردوغان إلى أن "العلمانية تعني أن تقف الدولة على مسافة واحدة من كل الأديان، فالأشخاص ليسوا علمانيين لكن الدولة هي العلمانية، مضيفاً أنه رئيس وزراء لدولة علمانية لكنه مسلم ولكل فرد الحق أن يكون متدينا أم لا". ووصف الإخوان المسلمون تصريحات أردوغان، بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية. وذكر المتحدث الرسمي للجماعة محمود غزلان أن "تجارب الدول الأخرى لا تستنسخ، وأن ظروف تركيا تفرض عليها التعامل بمفهوم الدولة العلمانية". وذهب بعض المراقبين إلى أن تصريحات رئيس الوزراء التركي رسالة للقوى السياسية التركية أكثر منها للداخل المصري، في محاولة منه لاستقطاب الجانب العلماني في بلاده، في ظل الأزمة مع تل أبيب و واشنطن على خلفية طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة. وجد فيها البعض محاولة من أردوغان لاحتواء التوتر المتصاعد في مصر بين الإسلاميين والعلمانيين ودفع الجميع للتوحد لبناء دولة قوية. وفي حديثه ل"أنباء موسكو" أكد الباحث المصري في شؤون التيارات الدينية والطرق الصوفية مصطفى زهران، أن العلمانية التي يطرحها أردوغان ليست تلك العلمانية التي يطرحها الغرب، كما أنها تكريس للدين داخل الدولة بعيداً عن الدولة "الثيوقراطية"، ولا تعني انفصام الدين عن الدولة وإنما التكامل بين العلمانية والدين. وأضاف أن النموذج التركي هو أفضل مثال للدولة العلمانية التي خلقت حالة من التوافق بين العلمانية والدين بشكل يساعد في تطور المجتمع بكافة شرائحه.