شهدت قضية الصحراء الغربية تطوراً لافتاً أمس، عشية مؤتمر جبهة «بوليساريو» الذي ينعقد بدءاً من اليوم في تيفاريتي الواقعة في المنطقة العازلة خارج الجدار الأمني الذي أقامه المغرب في الصحراء. إذ أرسل وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري (الصورة) رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، هي الثانية خلال أيام، انتقد فيها «دوراً سلبياً» لبعثة «المينورسو» في الصحراء، في إشارة الى تجاهلها نشاط «بوليساريو» في «المنطقة العازلة». "" ولفت الفهري في رسالته الى ان القوات المغربية هي من قرر عدم ضم المنطقة ضمن ما وراء الجدار الأمني في ثمانينات القرن الماضي، وبالتالي فإن لا صحة للوصف الذي تقدّمه «بوليساريو» بأنها تعقد مؤتمرها في «منطقة محررة». وقال ان المغرب يحتفظ لنفسه بحق اتخاذ الاجراء الذي يراه مناسباً للرد على نشاط «بوليساريو» في المنطقة العازلة الذي اعتبره «انتهاكاً خطيراً لوقف النار الساري منذ 1991، من دون أن يحدد طبيعة هذا الرد. ويسود اعتقاد بأن معارضي القيادة الحالية للجبهة بزعامة محمد عبدالعزيز يستعدون بدورهم لعقد مؤتمر حاشد في منطقة مقابلة لتيفاريتي، علماً أن هذا المؤتمر يُعتبر بالغ الأهمية كونه يأتي عشية انعقاد جولة جديدة من مفاوضات مانهاست بين «بوليساريو» والحكومة المغربية والمقررة مطلع العام المقبل في ضواحي نيويورك، حيث عُقدت جولتا المفاوضات السابقتان هذه السنة. وفي حين يتمسك المغرب بأن الحل الوحيد القابل للنقاش هو خيار الحكم الذاتي الموسع الذي يعرضه على الصحراويين، في حين تصر قيادة «بوليساريو» على حق الصحراويين في تقرير المصير. وتعيد هذه التطورات الى الأذهان مشاهد المعارك التي شهدتها منطقة أمغالا بين الجيشين المغربي والجزائري في السبعينات على خليفة نزاع الصحراء.