انتشرت خلال الأيام الماضية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع محلية ووطنية، أخبار وشائعات تُفيد بتسجيل أول الضحايا بالمغرب بسبب لعبة "الحوت الأزرق" الخطيرة التي يُدمن عليها الأطفال والمراهقون، إذ أفادت المعطيات بأن أطفالاً في مدينتي سلاوأكادير انتحروا بعد أن استجابوا لأوامر اللعبة. وأثارت هذه اللعبة الافتراضية الكثير من الجدل في العالم، خصوصا في الجزائر، بعد أن تسببت في انتحار خمسة مراهقين بمحافظات عدة، ونشرت الفزع بين العائلات، الأمر الذي استدعى تدخل حكومة البلاد، إذ أكد وزير العدل أن "نتائج التحقيق الأولية أثبتت حالة لها علاقة باللعبة التي يروج لها". وفي مدينة أكادير، راج أن لعبة "الحوت الأزرق" تسببت يوم الخميس الماضي في وفاة مراهق بعد أن أقدم على الانتحار برمي نفسه من سطح العمارة التي يقطن فيها، استجابة لأوامر اللعبة؛ ولكن المدير الجهوي للصحة بسوس، عبد المولى بولمعيزات، أكد في تصريحات لهسبريس أن الأخبار الرائجة "لا أساس لها من الصحة، إذ لم تسجل أي حالة انتحار شاب مراهق في المدينة خلال الأسبوع الجاري". وانتشرت اللعبة التي اخترعها شاب روسي الأصل مؤخرا في عدد من الدول، وتتكون من مجموعة من التحديات. وتعمل اللعبة الافتراضية المميتة على دفع من يلعبها إلى تنفيذ 50 تحديا منفصلا على مدار 50 يوما، تتضمن إيذاء الشخص لنفسه، وتنتهي بالتحدي ال50 بأن يقدم الشخص على الانتحار، إما بشنق نفسه أو الارتماء من مكان عال. وأوضح مندوب وزارة الصحة أنه "يصعب تحديد حتى في حالة وقوع وفيات من هذا النوع إن كان الأمر يرتبط بالاستجابة لأوامر اللعبة"، ولكنه أشار إلى أن "الطفل في مرحلة عمرية معنية إذا كانت نفسيته وشخصيته ضعيفة يُمكن أن تخلق له هذه اللعبة الكثير من المتاعب". أما في مدينة سلا فنفت مصادر أمنية وطبية انتحار مراهقين اثنين قبل أيام بالسم والشنق امتثالاً لأوامر "الحوت الأزرق"، إذ أكدت في تصريحات متطابقة لهسبريس أن "ما تم تداوله حول اللعبة التي تدفع الأطفال إلى الانتحار غير صحيح". وعلى المستوى الرسمي، لم تصدر بعدُ أي تعليمات من قبل القطاعات الحكومية المعنية رغم أن الجار الشرقي سارع إلى القيام بحملات توعية واسعة داخل المدارس والمواقع الافتراضية من أجل تحذير الأولياء والأطفال من مخاطر هذه اللعبة ودعوتهم إلى مراقبة استخدام أبنائهم لشبكة الإنترنت. وأمرت الحكومة مقدمي خدمات الإنترنت بسحب كل ما هو غير مشروع متعلق باللعبة، وفق ما ينص عليه القانون الجزائري. وبدوره، دعا جواد مبروكي، الطبيب والمحلل النفسي، الأسر المغربية إلى مراقبة التطبيقات التي يحملها الأطفال على الأجهزة الإلكترونية، وقال إن "الطفل يُمكنه أن يخلط بين الواقع والخيال، بحكم تقليد الأطفال لما يُلاحظونه". وشدد الأخصائي النفسي، ضمن تصريح لهسبريس، على ضرورة مراقبة الأطفال، نظرا لما يمكن أن تحمله مثل هذه الألعاب من أخطار، وزاد موضحاً: "يمكن أن تسبب الأفلام واللعب العنيفة في خلط لدى الطفل بين الواقع والخيال"؛ ولكنه أكد بدوره أن من الصعب الربط بين الانتحار ولعبة "الحوت الأزرق". ونقلت وسائل إعلام دولية سابقاً أن الشاب يليب بوديكين، مخترع لعبة الحوت الأزرق، فاجأ المحققين بعد اعتقاله عندما وصف ضحاياه ب"النفايات البيولوجية"، وب"الأغبياء الذين يجب تخليص العالم منهم".