تناولت الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، جملة من المواضيع أبرزها، الاحتجاجات التي تشهدها إيران، وحصول الكويت على عضوية مجلس الأمن والانتخابات التشريعية المقبلة في العراق. ففي مصر توقفت الصحف عند موجة الاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن ايرانية. وفي هذا الصدد، نشرت (الأهرام) مقالا لأحد كتابها، تحت عنوان "رسالة إيران" قال فيه إن الاحتجاجات التي تشهدها إيران، سواء نجحت الآلة الأمنية في قمعها مبكرا أو استمر المتظاهرون في خوضها في المدن المختلفة هي "إشارة قوية" على أن نتائج الاتفاق النووي بدأت تتبلور ملامحها، وما حدث في مصر وسوريا وليبيا واليمن، منذ حوالي سبعة أعوام، يمكن تكراره في إيران، مع اختلاف في طريقة تعامل النظام والنتائج التي تفضي إليها الاحتجاجات.. وأشارت اليومية إلى أنه إذا تم قمع هذه الاحتجاجات والسيطرة عليها بالقوة، "سيدخل النظام تعديلات مهمة في بنيانه السياسي والاقتصادي والأمني، يمكن أن تفرز تداعيات كبيرة على الواقع الإيراني، من حيث رد فعل الشعب ومدى تجاوبه مع خطاب المرشد الفضفاض، ورؤية النظام للتعامل مع أوجاع ومطالب المواطنين". أما إذا تواصلت الاحتجاجات، تضيف الصحيفة، وبلغت حد الانتفاضة وهزت جذور النظام، ف"الكوارث التي يمكن أن تترتب على ذلك تفوق ما حدث في كل من سوريا وليبيا واليمن مجتمعة"، مبرزة أن البيئة التي بدت لنا صلبة لسنوات طويلة هي "أكثر هشاشة مما كنا نتخيل". من جهتها، كتبت صحيفة (الأخبار) في عمود لأحد كتابها أنه "أيا كانت نتيجة الاحتجاجات التي تشهدها إيران وحتى لو تمكنت سلطات طهران من إخمادها بالقوة، كما أعلن ذلك أكثر من مسؤول إيراني، فإن ما تشهده بلاد فارس ستكون له تداعياته في منطقتنا العربية". وأضاف الكاتب أن "الحكم الإيراني سيجد نفسه مضطرا لتقليص أنشطته الخارجية وتدخلاته المكلفة ماليا له لتوفير موارد ينفقها في الداخل لتحسين الأحوال المعيشية المتراجعة لمعظم الإيرانيين، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على الكثير من مناطق الصراعات الآن في منطقتنا، مثل سوريا واليمن، كما سوف يؤثر على التوازنات الإقليميه بل والعالمية الحالية". وفي موضوع آخر، نشرت (الجمهورية) مقالا لأحد كتابها تحت عنوان "انطلاقة وطن"، قال فيه إن أيام 2017 مضت بسلبياتها وأحزانها ولم تتبقى منها سوى إيجابياتها وأفراحها حيث بدأت الأيادي تقلب أوراق عام جديد تتجدد معه الأماني وترفع فيه الأكف وتلهج الألسنة أن يحمل الخير والسلام ويشهد تجسيد الأحلام وانطلاقة الوطن وصلابة الشعب وتتحقق خلاله كل آمال المواطن.. وأشار إلى أن المواطن المصري خلال السنة الجديدة، يحذوه أمل "الانتصار المؤازر على الإرهاب وأن تتمكن قوى الحق والسلام من دحر خفافيش الظلام وبتر أيادي الخسة والضلال لتنتشر مظلات الأمن والاستقرار في كافة ربوع الوطن". كما يحذوه الأمل، يضيف الكاتب، في أن "تؤتي إجراءات الإصلاح ثمارها ليشتد الاقتصاد ويسترد الجنيه قيمته وتخرج المصانع المتوقفة من عثرتها وتنضبط الأسواق وتنخفض الأسعار وتقضي الرقابة الفاعلة على كل المتلاعبين بأقوات الشعب والساعين لفرض الغلاء والاحتكار". وفي السعودية، قالت صحيفة (عكاظ) في افتتاحيتها إن "ما يحدث في إيران هي انتفاضة داخلية بحتة، على عكس ما يحاول النظام الإيراني أن يروج له بأنها مدعومة من الخارج من أجل إخماد انتفاضة الشعب ضد الظلم والاستبداد، وتحاول أن تبرر بذلك ما تفعله بالمتظاهرين من استخدام القوة المفرطة والإيذاء وحملات الاعتقالات والقتل تحت ذريعة أنهم مدفوعون من الخارج، وهي بالتأكيد عارية عن الصحة". وخلصت الافتتاحية إلى أن "صرخات الإيرانيين في الشوارع لم تأت بين يوم وليلة، بل هي نتيجة تراكمات عقود، افتقدوا خلالها مقومات الحياة الكريمة والقمع والتعذيب والقتل. خلافا لذلك بات النظام الإيراني مفضوحا وهو ينفق مليارات الدولارات على حروب طائفية في الخارج قتل فيها الآلاف في سورية والعراق واليمن، فيما يعيش شعبه وضعا اقتصاديا سيئا". وفي نفس الموضوع، قالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها إن "الدعوات التي صدرت من الدول الغربية والتي تحث إيران على مراعاة حقوق الإنسان في أحداث الانتفاضة التي تعيشها المدن الإيرانية جاءت متأخرة عطفا على أوضاع حقوق الإنسان في هذا البلد منذ العام 1979"، مضيفة أنه كان حريا بالدول الغربية أن تنتبه للانتهاكات المتكررة من النظام الإيراني بحق الشعب، لا أن تنتظر انتفاضة الإيرانيين ضد النظام. وفي ظل الاستعدادات الجارية للانتخابات التشريعية في العراق منتصف مايو المقبل، رصد مقال في يومية (الوطن الآن) السيناريوهات المحتملة لما بعد هذه الانتخابات، ومستقبل رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي، مبرزا في هذا السياق المكاسب التي حققها العبادي خلال فترة ولايته من قبيل النجاحات الميدانية على الإرهاب، ومنع تقسيم العراق والحرب ضد الفساد. وبرأي كاتب المقال، فإن ثمة تحديات خارجية تتعلق بتأرجح موقف أمريكا من العبادي، إضافة إلى عدم ارتياح إيران، المنغمسة في الوحل العراقي، لكل ما اتخذه العبادي من قرارات في الفترة الماضية، منها سياسات التقارب مع السعودية والعالم العربي. وقد تشكل إيران، يضيف كاتب المقال، جبهة سياسية تقف أمام ولاية ثانية للعبادي، وتدعم غريمه المالكي، أو أي ممثل آخر لحزب الدعوة العراقي. وفي قطر، توقفت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، عند مغزى وأبعاد موافقة مجلس الوزراء القطري، في اجتماعه أمس الأربعاء، على "مشروع قانون تنظيم الاستثمار الأجنبي"، مستحضرة إشارة وزير الاقتصاد والتجارة القطري، الى إن من شان هذا "القانون الجديد أن يسهم في رفع مؤشر الثقة والأمان الاستثماري في الدولة". وعلى صعيد آخر، وتحت عنوان " الكويت في مجلس الأمن"، كتبت صحيفة (الشرق) أن دخول دولة الكويت إلى مجلس الأمن الدولي لتمثيل المجموعة العربية بعد فوزها في انتخابات الجمعية العامة للأمم المتحدة بمقعد غير دائم لمدة عامين "من شأنه أن يخدم قضايا الأمة العربية والاسلامية، في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة العربية حروبا ونزاعات وأوضاعا إنسانية كارثية"، لافتة الى ما عبر عنه مندوب الكويت الدائم لدى الأممالمتحدة السفير، منصور العتيبي، حين أكد أن "أولوية بلاده في مجلس الأمن، أن تعكس هموم ومشاغل الدول العربية وأن تستقر كل الدول العربية أمنيا وسياسيا واقتصاديا". وأضافت الصحيفة أنه في ظل "الأوضاع المتفجرة بالمنطقة من العراق إلى سوريا وليبيا واليمن، والتطورات الفلسطينية، فضلا عن الأزمة الخليجية" فإن "الآمال كبيرة" في أن دولة الكويت بدبلوماسيتها "الحكيمة ودورها المتميز ودعمها للدبلوماسية الوقائية وحل النزاعات بالطرق السلمية ومشاركتها الفاعلة في المسائل الإنسانية" ستكون "قادرة على التعامل مع كل هذه الملفات بما يعزز الأمن والسلم في المنطقة والعالم وينتصر لقضايانا العادلة". وعلى صعيد آخر، وتحت عنوان " الخطة ب"، كتبت صحيفة (الوطن) بقلم أحد كتابها، أنه أمام تصويت حزب الليكود الحاكم في إسرائيل على مشروع قانون لضم مستوطنات الضفة الغربية، "لم تخرج مواقف السلطة الفلسطينية عن الشجب والتنديد"، في وقت كان "الأهم أن يكون لديها برنامج بديل أو الخطة- ب"، محذرة، في حال استمرار غياب هذه الخطة البديلة، من مغبة السقوط في مأزق "التراجع" و"الرضوخ للمخططات الأمريكية- الإسرائيلية". وتحت عنوان "ماذا سيتغير في 2018 ؟" قاربت صحيفة (الشرق) بقلم أحد كتابها، في قراءة سريعة، بعض مشاهد التوتر في المنطقة والعالم، بدءا من أزمة الخليج التي اعتبرت أنها "ستظل"، بالنظر الى جملة مؤشرات، "تراوح مكانها. وقد يعلو صوتها قليلا بين الحين والحين، لكن من المؤكد أنه سرعان ما سيخفت ويهدأ". أما في مقاربته للمشهد الإيراني، فلفت كاتب المقال إلى أن إيران في الطرف الآخر من الخليج، توجد حاليا "على موعد مع حراك جماهيري مختلف هذه المرة (...) إذ لن يكون كالحراكات السابقة أو هكذا يبدو"، وهو برأيه، ما "سيلقي بظلال من القلق والتوتر على المنطقة بأسرها، بل ربما يدفع بالغرب للاحتشاد في الخليج مرة أخرى بصورة وأخرى". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها بعنوان "العد التنازلي ل"الخمينية" أن "إيران دخلت عاما جديدا، عنوانه الأبرز انتفاضة شعبها ضد واحدة من أشد وأعنف الديكتاتوريات، نظام يتلطى بالشعارات ليبرر كل ما يقوم به من انتهاكات داخل وخارج إيران، تبديد ثروة بلد غني على الإرهاب، هروب للأمام وحشر في شؤون الآخرين "مبرزة الويلات التي عانتها المنطقة وشعوب عدد من دولها "جراء الإرهاب الإيراني والتدخلات وزرع المليشيات والمرتزقة العابرين للحدود". وأضافت الصحيفة انه أيا كانت نتائج "الانتفاضة" التي تعم عشرات المدن وتطالب بالخلاص من كل ما يمت إلى الحقبة المتواصلة منذ أربعة عقود، "فإنها مسمار في نعشها وإيذان بانتهائها، لأن الحراك الشعبي اليوم أتى عفويا تلقائيا بعد أن بات الشعب الإيراني يئن ألما من هول ما يعانيه على الصعد كافة". من جانبها اعتبرت صحيفة (الخليج) أن الأزمة التي تواجهها إيران حاليا جراء تظاهرات الفقراء التي اجتاحت المدن الإيرانية بمعزل عن انتماءاتها المذهبية والإثنية، قد تكون هي "الأخطر منذ تولى رجال الدين السلطة بعد سقوط نظام الشاه العام 1979". واشارت الصحيفة الى أن الأزمة الحالية مختلفة، لأنها ليست سياسية، بل هي اجتماعية تطال الملايين من المواطنين الذين "وجدوا أنفسهم في أشداق الجوع والفقر والبطالة، في حين ينخر الفساد معظم أركان الدولة ومختلفة أيضا لأن كل أطياف الشعب الإيراني بمختلف طوائفه وقومياته خرج إلى الشارع، طلبا لحقه في المواطنة بما تفرضه من حق الحياة والعمل والرغيف والأمن والحرية". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "ربيع إيران"، أن التظاهرات والاحتجاجات المندلعة في عدد من المدن الإيرانية منذ سبعة أيام، تشكل تطورا لافتا في المشهد السياسي الإيراني، ستكون له انعكاسات مهمة داخليا وحتى على المستوى الإقليمي. وأشار كاتب المقال إلى أنه من غير المؤكد أن تؤدي الاحتجاجات والتظاهرات الحالية إلى تغيير جوهري في النظام السياسي الإيراني كنظام شمولي سوف يواجه صعوبة في إحداث إصلاحات سياسية واقتصادية جوهرية لمعالجة مطالب المحتجين، مضيفا أنه بصرف النظر عن النتائج الحالية للاحتجاجات، فإيران لن تكون بعدها كإيران ما قبلها، "ولا بد للنظام الإيراني من أخذ الدروس المستفادة من التحولات لدى جيرانه العرب، وتجنب الانزلاق للعنف والفوضى". ومن جانبها، كتبت (الرأي) أن ما يجري في إيران في هذه الأيام هو مشهد لا يمكن التنبؤ بتطوراته، لكن بكل الأحوال، تضيف الصحيفة، سيكون له انعاكاسات مباشرة على الوضع الإيراني، وسيكون من المثير رؤية كيفية انعكاس هذه الأحداث على النظام السياسي في إيران بأجنحته وتحالفاته المختلفة (...)، وبالتالي انعاكاستها على شكل سياسته الخارجية حيال الإقليم والعالم في ظل وضع دولي وإقليمي متوتر مع النظام الإيراني وعالق بشكل أزمة قابلة لسيناريوهات مفتوحة. وفي الشأن الفلسطيني، كتبت (الدستور) أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلط الأوراق وأعاد الجميع إلى المربع الأول، وأصبحت الولاياتالمتحدة طرفا في الصراع، مما زاد المسألة خطورة وتعقيدا. وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر يتطلب وضع خطة عربية مشتركة ترسم بوضوح خطوط ومسارات التحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني العربي القادم والبحث عن تحالفات دولية جديدة يكون بإستطاعتها تعويض الإدارة الأمريكية أو يكون بمقدورها الضغط على هذه الإدارة وإقناعها بالتراجع عن قرارها أو الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المحتلة. وفي لبنان، واصلت الصحف تركيزها على الخلاف الدائر حول مرسوم ترقية الضباط. وفي هذا الصدد، قالت يومية (الديار) إنه لم يطرأ أي جديد على الموضوع، وبقيت المواقف على حالها، وسط خلافات بين الرئاستين الأولى والثانية. ونقلت الصحيفة، عن مصادر رسمية قولها إن المرسوم أصبح نافذا عندما يوقعه رئيس الجمهورية ولا حاجة لنشره في الجريدة الرسمية، مضيفة "من له اعتراض على المرسوم، يتعين عليه اللجوء إلى مجلس شورى الدولة أو يقدم طعنا في ذلك، لأن المرسوم بات نافذا". وفي موضوع آخر، ذكرت صحيفة (الجمهورية)، أن مجلس الوزراء ينعقد اليوم في القصر الجمهوري، لدراسة جدول أعمال عادي غابت عنه الملفات الأساسية، فيما اللافت وسط هذه الصورة كان الحضور السعودي في الصورة الداخلية، بعد تسليم السفير السعودي في لبنان، وليد اليعقوب، أوراق اعتماده رسميا. من جهة أخرى، قالت صحيفة (المستقبل) إن ساحة النجمة (وسط العاصمة اللبنانية) تعود لتتنفس الصعداء وتلمس بقعة الضوء والحرية التي أضاءت شعلتها احتفالية رأس السنة بعد الاجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء لإعادة إحياء وسط بيروت التجاري وإنعاشه اقتصاديا وسياحيا.