شارك مئات الآلاف من الإيرانيين في مظاهرات مؤيدة للحكومة، اليوم الأربعاء، بعد اضطرابات شهدتها البلاد على مدار الأيام الماضية وسقط فيها ما لا يقل عن 19 قتيلا؛ فضلا عن توقيف المئات. وبث التليفزيون الرسمي الإيراني لقطات حية للمظاهرات المؤيدة للنظام في العديد من المدن بأنحاء البلاد، تم خلالها ترديد شعارات معادية لكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية وإسرائيل. حكومة الجمهورية الإسلامية كان قد حملت، ضمن خرجة لها أمس، الدول الثلاث المسؤولية عن إثارة الاضطرابات في البلاد "من خلال إمداد المتظاهرين المناهضين للحكومة بالمال والسلاح"، وفق روايتها. ووفق تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي فإن المظاهرات المناهضة للحكومة استمرت الليلة الماضية بالعاصمة طهران وغيرها من المدن الفارسية؛ أما وسائل الإعلام الرسمية فلم تؤكد ذلك، وأشارت في المقابل إلى أن "الوضع في طهران ظل هادئا". من جهة أخرى قالت وكالة الأناضول التركية للأنباء إن الرئيس رجب طيب أردوغان أعرب عن دعمه لنظيره الإيراني، حسن روحاني، في اتصال هاتفي بينهما، اليوم الأربعاء، ناقشا خلاله الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران. المصدر نفسه نقل عن أردوغان قوله لروحاني إن "تركيا تولي أهمية لحماية السلام الاجتماعي والاستقرار في إيران"، بينما زاد أن "روحاني أعرب شكره لأردوغان، وقال إن الاحتجاجات ستنتهي خلال بضعة أيام"؛ كما اتفقا على أنه "يتعين التزام المتظاهرين بالقوانين". شاهين قبادي، المتحدث باسم منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة، علّق على تصريحات المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي بشأن "وجود دعم وتحريض خارجي للاحتجاجات الشعبية"، وشدد على أنها "أباطيل زعيم نظام آيل للسقوط وغارق في الأزمات"، وفق تعبيره. وشدد قبادي، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأربعاء، على أن "كراهية الشعب الإيراني للمرشد ونظامه لا تحتاج إلى شرح...فقد قمع هذا النظام لسنوات طويلة الشعب ومطالبه المشروعة بالحد الأدنى من حقوقه"، وأضاف: "نسب المعارضة الحقيقية والمشروعة لأبناء الشعوب لتحريض جهات خارجية من الأساليب المعروفة المكشوفة للدكتاتوريات...ولكن عهد هذه الألاعيب قد ولى ولم تعد تنطلي على أحد". خامنئي كان قد قال، أمس الثلاثاء في أول رد فعل علني له على الاحتجاجات التي تشهدها بلاده منذ نهاية الأسبوع الماضي، إن "أعداء إيران قدموا المال والأسلحة والدعم السياسي لهؤلاء الذين أثاروا الاضطراب خلال الأيام الماضية، بهدف إيذاء إيران". وفي مقارنة لا تخلو من سخرية، قال المتحدث باسم مجاهدي خلق: "تصريحات المرشد وغيره من قيادات نظامه حول الدعم الخارجي تذكر الجميع بتصريحات القائد العسكري لنظام الشاه خلال الأشهر الأخيرة من انتفاضة الشعب الإيراني من أجل إسقاطه، وما كان يتردد حينها من أن الذي يجري في الشوارع هو مجرد تسجيلات وليس أمرا واقعيا". وأكد قبادي أن "الشعب الإيراني صامد على موقفه"، وأشار إلى أن "احتجاجات خرجت الليلة الماضية في أكثر من 60 مدينة إيرانية، وردد المشاركون فيها هتافات مناهضة للنظام؛ وذلك رغم تصديه الدموي للاحتجاجات"؛ كما طالب المجتمع الدولي بدعم المحتجين وحقوقهم وعدم الاكتراث بما يتردد من أن هذا الدعم قد يأتي بأثر عكسي على مسار الاحتجاجات. المتحدث ذاته أضاف: "المطلوب من المجتمع الدولي هو أن يدعم المتظاهرين وحقوقهم التي سحقت من قبل نظام الملالي طيلة سنين..التريث أو التحفظ أو الصمت في هذا الشأن هو بالأساس ما يهدف له ويريده النظام الذي يمارس قمعا دون هوادة ضد مواطنيه الذين يهتفون بالحرية... أما الذين يرفضون دعم المظاهرات ويطالبون بالتزام الصمت فهم من وجهة نظرنا يخدمون الغاية المشؤومة للنظام".