بات إقرار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً في المغرب مطلباً تتبناه بعض الأحزاب، في وقت كان الأمر حكراً على الحركة الأمازيغية منذ عقود. وفي كل سنة يتجدد مطلب اعتبار 13 يناير من كل سنة عيداً وطنياً وعطلة رسمية مؤدى عنها، لكن الحكومة المغربية لم تستجب بعد لهذه المطالب رغم أن الأمر وصل منذ سنوات إلى قبة البرلمان. وتنظر الحركة الأمازيغية بمختلف تعبيراتها بتفاؤل حذر تجاه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، على اعتبار مواقفه الإيجابية من ملف الأمازيغية على عكس خلفه عبد الإله بنكيران. وتأتي السنة الأمازيغية الجديدة 2968، المرتبطة بتقويم فلاحي لازال المغاربة يحتفظون به في عدد من المناطق، في سياق تراجع عدد من المكتسبات في حقل الأمازيغية بإجماع الجمعيات المدنية والمهتمين بهذا الملف. وبعد إقرار الأمازيغية لغة رسمية في دستور 2011، تأخر إقرار القانون التنظيمي المرتبط بتفعيل الطابع الرسمي في الحياة العمومية، إذ شرع البرلمان أخيراً في مناقشة مشروع قانون كان قد قدم في آخر أيام ولاية حكومة عبد الإله بنكيران، لكن مضامينه لقيت معارضة قوية. وفي هذا السياق، وجه حزب النهج الديمقراطي، الذي يوجد في أقصى اليسار، في بيان له، دعوة إلى الحكومة من أجل إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة مؤدى عنها على غرار السنتين الهجرية والميلادية. وقال الحزب، في بيان له في فاتح السنة الجارية، إنه يدعو أيضاً إلى "توحيد النضال من أجل وضع حد لتهميش اللغة والثقافة الأمازيغية". وقد تبنى هذا الحزب اليساري في السنوات الأخيرة القضية الأمازيغية وجعلها ضمن أولوياته عمله. من جانبه، وجه حزب التجديد والإنصاف رسالة إلى سعد الدين العثماني من أجل إقرار رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني ويوم عطلة يحتفل فيه؛ ودعا رئيس الحزب، شاكر أشهبار، العثماني إلى "رفع هذا المطلب إلى الملك محمد السادس من أجل إقراره". وذكر الحزب، في رسالته إلى العثماني، أن "خطاب الملك محمد السادس في 17 أكتوبر 2001 بأجدير فتح باب مصالحة المغاربة مع ذاتهم، وبعدما وضع دستور 2011 الثقافة الأمازيغية في صلب الهوية الوطنية". وأضاف حزب التجديد والإنصاف في رسالته: "لقد أصبح من الضروري تجسيد هذا التحول العميق والاحتفال به على الصعيد الرمزي كعيد وطني"، وأشار إلى أن يوم 13 يناير يحتفل به المغاربة منذ القدم كبداية للسنة الفلاحية بطقوس مختلفة ومتنوعة ما تزال قائمة إلى اليوم في عدة مناطق. ولم يفت الحزب أن يشير إلى أن "الجارة الجزائر أقرت رسمياً يوم 12 يناير كافتتاح للسنة الأمازيغية ويوم عطلة"، مؤكداً أن "على المغرب أن يبقى رائداً في سياسة الاعتراف وإدماج الأمازيغية في الحياة العمومية موازاة مع سياسة تفعيل طابعها الرسمي".