حل وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم، بقيادة خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة، بمقر حزب الأصالة والمعاصرة بطريق زعير بالرباط، حيث وجد في استقباله إلياس العماري، الأمين العام للحزب، وأعضاء المكتب السياسي المتكون من الحبيب بلكوش ومحمد المعزوز والبرلمانية عزيزة الشكاف. ورافقت وفد "حماس"، إلى مقر حزب "البام"، حراسة مشددة من قوات الأمن الوطني باللباس الرسمي وكذا المدني، حيث ظلت سيارات الأمن مرابطة أمام مقر حزب الأصالة والمعاصرة، في حين بقي أفراد من الأمن بلباس مدني واقفين طيلة اللقاء بجانب الأبواب الداخلية والخارجية لمقر الحزب. وأكد مشعل أن الملك محمد السادس هو من مكنه من زيارة المغرب للمرة الثانية، حيث اتصل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بالملك وطلب منه السماح لخالد مشعل بالدخول إلى المغرب، أثناء مروره به في زيارة قصيرة لموريتانيا لحضور مؤتمر "تواصل" المحسوب على الإخوان المسلمين. وأشاد الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة، في هذا اللقاء، بالتجربة المغربية و"حكمة الملك محمد السادس، وكذا الأحزاب السياسية التي تعاملت بحكمة وساهمت في إيجاد نقط تواصل ومساحة تعايش بين جميع الفرقاء"، مضيفا أن قرار ترامب بخصوص اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل "أرجع القضية الفلسطينية إلى أولويات الاهتمامات عند الشارع العربي والإسلامي بعد خفوت وتراجع ران على القضية أكثر من سبع سنوات ويزيد". كما تطرق مشعل إلى الأزمة الداخلية التي تعيشها الفصائل الفلسطينية بفعل عامل تأخر المصالحة وتباطئها لأسباب أرجعها إلى حركتي "حماس" و"فتح"، ناهيك عن التدخلات الأجنبية التي لا تريد للمصالحة أن تتطور في سبيل إرساء ميثاق بين الفصيلين الكبيرين. من جهته، اعتبر إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن حزبه، كما باقي الأحزاب السياسية المغربية، وكل القوى الحية، من جمعيات ونقابات وحركات، مع القضية الفلسطينية، وهذا موضوع "بات محسوما منذ سنوات وليس اليوم فحسب"، يقول العماري، الذي قدم قراءته الخاصة للوضع الفلسطيني، باعتباره صديقا لمجموعة من القادة الفلسطينيين من كل الفصائل. وقد أعطى مجموعة من الملاحظات استحسنها خالد مشعل، من بينها تحميل مسؤولية تأخر المصالحة للقيادات الفلسطينية، التي "ينبغي أن تصبر على بعضها البعض، وأن تتجاوز نقط الخلاف، وهي قليلة، لأن القضية هي أكبر من فصيلين، بل هي قضية الإنسانية"، بتعبير العماري. ودعا العماري، الذي سبق له أن أشرف على مؤتمر للمصالحة الفلسطينية، إلى تطوير أساليب المقاومة والاحتجاج، حيث قال: "يجب أن نطور جميعا أساليب الاحتجاج والمقاومة، وأن نقنع العالم بعدالة القضية، أما الخلاف بين حماس وفتح فهو عادي جدا، بل كانت هناك خلافات بين الفصائل قبل ظهور حماس، ومع ذلك استمر الكفاح مع استمرار القضية". وعرض الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مجموعة من التوصيات على الجانب الفلسطيني، رآها مناسبة، حسب رأيه، لتطوير علاقات شراكة حقيقية ذات أفق وطني فلسطيني تعطي الأولوية لتكوين جبهة وطنية متراصة، وهذا "يحتاج إلى الصبر على الخلافات الصغيرة جدا بالمقارنة مع حجم القضية"، يضيف العماري. فيما أكدت البرلمانية عزيزة الشكاف أن حزب "البام" سيقدم مقترحا أمام البرلمان يتم بموجبه نزع الجنسية عن اليهود المغاربة، الذين يسكنون في المستوطنات وفي القدس الشريف، و"هذا جانب من تطوير أساليب الاحتجاج". وأعرب خالد مشعل عن سعادته أمام قيادة حزب "البام" ب"الفهم العميق والدقيق للقضية الفلسطينية من طرف أعضاء من الحزب، ومن طرف جميع المغاربة"، وقال مستدركا: "لذلك أنا أقول دائما إن الشعب المغربي هو شريك في النضال الفلسطيني وليس متضامنا، فالقضية الفلسطينية حاضرة عند صاحب الجلالة وعند الحكومة وعند الشعب المغربي قاطبة، الذي ينظم مسيرات مليونية، فبارك الله فيكم جميعا".