وسط حضور للقيادة الوطنية لحزب التقدم والاشتراكية، احتضن المقر المركزي ل"شيوعيي المغرب"، مساء اليوم الثلاثاء بالرباط، وفدين فلسطينيين رفيعي المستوى، يضمان خالد مشعل، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، وعيسى قراقع، وزير الأسرى والمحررين بالسلطة الوطنية الفلسطينية. وبعد لقائه الأول، صباح اليوم، بقيادة حزب العدالة والتنمية، بمقر "إسلاميي المغرب" بحي الليمون بالعاصمة، توجه مشعل إلى مقر حزب "الكتاب" بحي الرياض، مرفوقا بوفد من "حماس" وعدد من حراسه الخاصين، حيث وجد في استقباله قيادة الحزب، يتقدمهم مولاي إسماعيل العلوي، رئيس مجلس رئاسة الحزب اليساري، بجانب رفيقه خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأسبق. وكان رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" قد أعلن يوم الثلاثاء، أن زيارته للمغرب جاءت بتنسيق مع حزب العدالة والتنمية وأمينه العام، سعد الدين العثماني، موضحا أن الملك محمد السادس رحب بزيارته، إذ قال: "دخلت المغرب عبر بوابة جلالة الملك جزاه الله خيرا، الذي حين أُعلِم رحّب وفتح لنا الأبواب". من جانبه، قال عيسى قراقع، وزير الأسرى والمحررين بالسلطة الوطنية الفلسطينية، الذي حضر مرفوقا بوفد فلسطيني ضمنه ممثلون عن سفارة فلسطين في الرباط، لهسبريس: "أشكر المغرب، ملكاً وحكومة وشعبا وأحزابا، على استقبال الوفد الفلسطيني بالمغرب". وأضاف أن هذا الوفد "يمثل نحو 7 آلاف من الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، وجاء هنا من أجل تنظيم نشاطات ولقاءات مهمة في المغرب مع رئيس الحكومة والأحزاب ومؤسسات حقوق الإنسان لإثارة قضية إنسانية وعميقة هي قضية الأسرى". وأشار إلى أن لقاءات الوفد الفلسطيني تأتي "في المغرب لأنه متعاطف كليا مع قضايانا ويحتضن نشاطات مهمة تعطي صداها للرأي العام حتى يسمع العالم عن قضيتنا أكثر، وعن أسرانا الذين قضوا ربع قرن من العمر في السجون، منهم المرضى والأطفال والنواب والقادة السياسيون"، منبها بأن وتيرة الاعتقالات ارتفعت بعد "القرار المشؤوم" للرئيس الأمريكي حول القدس، "كما ارتفع الشهداء الذين سقطوا في مواجهات بالأراضي الفلسطينية على مدار الساعة". مولاي إسماعيل العلوي، رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم الاشتراكي، قال، في تصريح لهسبريس، إن استقبال وفد "حماس" يبقى خطوة مهمة للقوى السياسية على المستوى العربي بشكل عام، و"أن تكون لها علاقات طيبة مع كل الفصائل عسى أن نساهم في تقوية اللحمة التي أخذت الآن تسترجع قواها بين كل الأطراف الفلسطينية". وعلاقة بقضية الأسرى الفلسطينيين، أورد الزعيم اليساري أنه من الطبيعي أن يرتفع عددهم "لأن مساس الإسرائيليين الصهاينة بمقدساتنا في القدس خاصة، واعتبارها عاصمة لهم سيذكي حماس الشعوب والشعب الفلسطيني أولا، وبالتالي فإن القمع الذي يؤدي ثمنه الفلسطينيون، من شهداء وأسرى، سيرتفع بقوة مع كل الأسف"، مضيفا: "علينا نحن الذين نتواجد في بلدان تتمتع بالحرية وتتقاسم مع الشعب الفلسطيني مآسيه، بشكل قوي، أن نقوم بواجبنا تجاه هؤلاء الأسرى". وأكد أنه "من واجبنا أن نقوم بكل ما بوسعنا من وسائل الدعم للأسرى والمعتقلات الذين يوجد عدد كبير منهم في سجون الاحتلال"، مشيرا إلى أن هذا الدعم ينبغي أن يتمثل على مستوى المحافل الدولية "والبرلمانات والهيئات الدولية"، إلى جانب تقوية الصلة مع مختلف الهيئات السياسية والمدنية، "ونجعلها منابر من أجل الدفاع عن حق الفلسطينيين في استرداد أرضهم وتشييد دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس".