أكد عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أنه بعد القرار الظالم والمشؤوم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ارتفعت وتيرة الاعتقالات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي صعد من قمعه وبطشه ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف الوزير الفلسطيني، في استقبال خصته به قيادة حزب التقدم والاشتراكية، أول أمس بالرباط، أن الوضع في فلسطين المشتعلة، صعب جدا، ويحتاج إلى دعم حقيقي وأن يعترف الجميع بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، مشيرا إلى أن ترامب كان وقحا وكان يعتقد أن قراره المشؤوم والباطل والغير شرعي، سيمر بكل سهولة، ناسيا أن الشعب الفلسطيني صاحب الحق وصاحب الأرض، لن تكسر إرادته، وسيبقى يقاوم الاحتلال إلى أن ينال كل حقوق المشروعة وفي مقدمتها حق العودة وإطلاق سراح المعتقلين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقال قراقع الذي كان رفقة عبلة سعدات زوجة القيادي الفلسطيني الأسير أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومجموعة من الأسرى المحررين الذين يمثلون مختلف الفصائل الفلسطينية "إن جميع الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يتعرضون بشكل يومي وممنهج لكافة أشكال التعذيب،" مشيرا إلى أن عدد المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال تجاوز أكثر من 7000 أسير وأسيرة، ضمنهم 400 طفل قاصر وحوالي 60 امرأة، و12 نائبا من أعضاء المجلس الوطني التشريعي في مقدمتهم المناضلان أحمد سعدات ومروان البرغوتي، بالإضافة إلى أزيد من 500 معتقل إداري. وأضاف المسؤول الفلسطيني أن إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون، وتسعى إلى ضم الضفة الغربية من خلال الاستيطان، ومن خلال القوانين، مشددا على أن إسرائيل كدولة عنصرية يتعين أن تحاكم في المحاكم الدولية، وأن على الدول والشعوب العربية أن تكثف حملتها لمقاطعة الكيان الصهيوني ثقافيا واقتصاديا وسياسيا حتى يشعر بعزلة دولية وأن يفهم بأنه عدو للعالم وعدو للإنسانية. وأكد عيسى قراقع أنه يعول على الدعم المغربي حكومة وشعبا، مشيرا إلى أنه سيلتقي رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية للتعريف بمعاناة الأسرى الفلسطينيين، وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي يرتكبها بشكل يومي. من جانبها، أكدت عبلة سعدات زوجة القائد الفلسطيني الأسير أحمد سعدات، على أن الشعب الفلسطيني يقدر عاليا مواقف الشعب المغربي الداعم للقضية الفلسطينية ولقضية الأسرى الفلسطينيين، مشيرة إلى أن المليونية التي خرجت إلى الشارع في المغرب للتضامن مع فلسطين، كانت متفردة في الوطن العربي ومتميزة. وأضافت عبلة سعدات، أن الموقع الجغرافي للمغرب المطل على أفريقيا وعلى أوروبا يجعله مؤهلا للترافع خدمة للقضية الفلسطينية في هذه الفضاءات، مشيرة إلى أن أهم حلقة للترافع عن القضية الفلسطينية هي قضية الأسرى، لأنه لا يمكن أن تحرر الأرض دون أن يحرر الإنسان، كما أن قضية الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال هي قضية مركزية في صلب النضال الفلسطيني. من جانبه، أكد أسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية الذي كان مرفوقا ببعض أعضاء الديوان السياسي وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية باللجنة المركزية، على أن حزب التقدم والاشتراكية يتابع بقلق شديد التطورات الأخيرة التي تعرفها القضية الفلسطينية، ويتابع قضايا الأسرى الفلسطينيين، وكل ما يحدث في حقهم من تنكيل وتعذيب في تحد سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية. وقال العلوي "نحن على أتم الوعي بأن ما يقوم به الحكام الإسرائيليون العنصريون، في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، هي جرائم ضد الإنسانية"، مؤكدا على أن الدفاع عن الشعب الفلسطيني، عن الأطفال وعن النساء اللواتي يشردن يوميا نتيجة الاستيطان، هو واجب على كل أحرار العالم، معربا عن استعداد حزب التقدم والاشتراكية لمواصلة القيام بهذا الواجب إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. بدوره، أوضح خالد الناصري، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن القضية الفلسطينية تجري مجرى الدم في شرايين مناضلات ومناضلي حزب التقدميين المغاربة، ويساندونها تاريخيا، وبشكل لا مشروط. وأضاف الناصري أن هذه المرحلة، هي من أصعب المراحل التي مرت منها القضية الفلسطينية اليوم، مؤكدا على الحاجة إلى فك رموز الماضي من أجل تملك الحاضر ومجابهة تحديات المستقبل خدمة للشعب الفلسطيني ولحقوقه العادلة والمشروعة. بدورها، جددت شرفات أفيلال عضوة الديوان السياسي للحزب، التأكيد على مواقف حزب التقدم والاشتراكية من القضية الفلسطينية التي يعتبرها قضية وطنية، مشيرة إلى أن الكفاح الفلسطيني هو مدرسة الصمود والكفاح من أجل عدالة هذه القضية التي يحملها ويتملكها كل الشعب المغربي. من جانبه، ذكر عبد الحفيظ ولعلو عضو اللجنة المركزية للحزب وعضو لجنة العلاقات الخارجية، ونائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الشعب الفلسطيني، بالمبادرات الميدانية التي اتخذها الشعب المغربي وقواه الحية لمساندة الشعب الفلسطيني. وأضاف عبد الحفيظ ولعلو أن القرار المشؤوم للرئيس الأمريكي جعل الكيان الإسرائيلي معزولا على الصعيد الدولي، حيث أن الأغلبية الساحقة من دول العالم عبرت عن موقفها المساند لفلسطين، مشيرا إلى أن المعركة، هي معركة الجميع، معركة البرلمانيين، والمنظمات الحقوقية، والأحزاب السياسية، وكل أنصار الحرية في العالم. معركة يتعين، بحسبه، جعل كل هذه الهيئات منابر للدفاع عن قضيتي فلسطين والأسرى بشكل خاص. يشار إلى أن الوفد الفلسطيني كان برفقة أعضاء مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، بقيادة المناضلين خالد السفياني وعبد الرحمان بنعمرو.