أمام حالة الاحتقان الذي عاشته مدينة جرادة، بعد حادثة "شهيدي لقمة العيش" رضوان الدعبوني (23 سنة) وشقيقه الحسين (30 سنة)، اللذين توفيا بالساندريات أثناء عملية التنقيب، التي كانت تجرى في عمق يزيد عن 80 مترا، بعد أن غرقا أثناء انفجار أنبوب الماء وظلا تحت الأنقاض لمدة تزيد عن 36 ساعة، إلى أن تم انتشالهما من طرف أبناء المنطقة، قام عبد النبي بعوي، رئيس جهة الشرق، بالانتقال إلى المدينة، ليلة الأحد الماضي، لتقديم التعازي لعائلة الضحيتين ومنحهما شقتين ومبلغا ماليا. كما حضر أيضا، يوم الاثنين 25 دجنبر الجاري، مراسيم عملية دفن الهالكين، وفتح نقاشا مع المحتجين من أبناء وفعاليات المدينة المنجمية. وساهم تدخل عبد النبي بعوي، من خلال النقاش الذي فتحه مع العديد من الفعاليات بمدينة جرادة، في تهدئة الأوضاع، ووعد سكان المنطقة بالعمل على تحسين مستوى عيشهم، والبحث عن حلول وبدائل اقتصادية للمنطقة من خلال التنسيق مع مجموعة من الأطراف والشركاء. وقال عبد النبي بعوي، في كلمة له أمام آلاف المحتجين، الذين كانوا محتشدين أمام ساحة المقبرة، إنه يتفهم طبيعة مطالب ساكنة إقليمجرادة، مشيرا إلى أنه مستعد للدفاع عن هذه المطالب إلى غاية تحقيقها. وأعلن رئيس جهة الشرق أنه سيجري مجموعة من الاتصالات من أجل زيارة وفد وزاري مدينة جرادة للاستماع المباشر إلى مطالب السكان، مؤكدا أنه في حالة تخلف هذا الوفد الوزاري عن زيارة المنطقة سيستقيل من منصبه. ولقيت مبادرة رئيس مجلس جهة الشرق استحسانا كبيرا لدى العديد من سكان مدينة جرادة، حيث قال عبد النبي بعوي: "أنا ابن الشعب، وأنا معاكم، ولدي الشجاعة لأنني أوجد بينكم الآن". وأكد بعوي على أن مجلس جهة الشرق حريص على مضاعفة الجهود، إلى جانب الشركاء، حتى يكون في مستوى التطلعات والانتظارات المتوقعة من لدن ساكنة إقليمجرادة، مشيرا إلى أن الإقليم استفاد من مجموعة من المشاريع التنموية المدرجة في إطار البرنامج الاستعجالي لتأهيل المناطق الحدودية لجهة الشرق 2016 2017. وأضاف أن جميع الجماعات الترابية استفادت، في إطار البرنامج التنموي لمجلس جهة الشرق لتأهيل البنية التحتية وفك العزلة، من أزيد من 20 طريقا، بمسافة يتعدى طولها 145 كلم، وكلفة مالية إجمالية تزيد عن 172 مليون درهم، بالإضافة إلى رصد 2.4 مليون درهم لمشاريع الكهرباء، و11 مليون درهم خصصت للحافلات والآليات التي تم اقتناؤها لفائدة الجماعات القروية بالإقليم، زيادة عن المشاريع الاجتماعية والرياضية التي رصدت لها 8.4 ملايين درهم.