بالآيتين القرآنيتين "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا"، و"يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، استُهلت أشغال القمة المغاربية الثانية للشباب، بمدينة العيون، في دعوة إلى الاتحاد بين البلدان المغاربية الخمسة. منصور المباركي، الأمين العام لشبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، المنظمة للقمّة التي تجمع عشرات الشباب من البلدان المغاربية الخمس، دعا، في الكلمة الترحيبية بالمناسبة، شباب المنطقة إلى أن يكونوا قوّة دفع في اتجاه إحياء مشروع الاتحاد المغاربي الكبير، "وإزالة كل الحدود الوهمية نحو تكامل اقتصادي مشترك". وقال المباركي، خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح أشغال الدورة الثانية للقمة المغاربية للشباب المنظمة هذه السنة تحت شعار "الشباب المغاربي، قوة لإفريقيا"، إن الشباب يجب أن يكون رافعة لتنمية المنطقة المغاربية، وأن يكون منصة للدفاع عن قضايا هذه البلدان، والعمل على تقوية علاقاتها، في سبيل مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها، إن على الصعيد الداخلي أو الصعيد الخارجي، قائلا "لا خيار لنا سوى الوحدة والعمل المشترك والاندماج". من جهته، شدّد مصطفى الخلفي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، على الأهمية التي يكتسيها الشباب في رسم حاضر ومستقبل الأمم، داعيا إلى تغيير النظرة السائدة نحو الشباب، "بعدما كان يُنظر إليهم لعقود على أنهم مشكلة وعنصر تفكيك وتهديد، بينما الواقع ألّا مستقبل بدون الشباب، لأنه قوة بناء وليس قوة هدم، وهو قوة وحدة وليس عنصر تفكيك وتجزئة". وأكد الخلفي أن القمة المغاربية الثانية للقادة الشباب تشكل رسالة قوية مفادها أن الشباب في المنطقة المغاربية هم الأمل وهم المستقبل، مشيرا في هذا الإطار إلى أن المنطقة تضم خزانا كبيرا من الشباب قوامه 30 مليون شابة وشاب، بينما يصل عدد الشباب في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 120 مليونا. المسؤول الحكومي أكد أن المدخل إلى تحقيق الاستقرار هو الرهان على الشباب والاستثمار فيه، ليكون رافعة للتنمية، "وإلا فالبديل هو التطرّف والإرهاب والهجرة السرية"، يقول الخلفي، معتبرا أن الدليل على المشاكل الجمة التي يفرزها عدم الاهتمام بالشباب هو ما يجري في عدد من مناطق شمال إفريقيا والساحل، حيث تُسجل ما بين 250 إلى 300 محاولة عملية إرهابية في السنة. افتتاح القمة المغاربية الثانية للقادة الشباب حضرت فيه القضية الفلسطينية بقوة، حيث حضر علي عبد الله، القائم بأعمال السفارة الفلسطينية بالرباط، تعبيرا من المنظمين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومناصرتهم للقضية الفلسطينية، بعد القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ أسبوعين بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. والي جهة العيون الساقية الحمراء عبّر للضيف الفلسطيني عن تضامن المغرب مع الشعب الفلسطيني، معتبرا أن سبب الضعف الذي تعاني منه بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وما تتعرض له من هجومات خارجية سببه انشغال هذه البلدان ببعضها والانقسامات الداخلية التي تعرفها. كما شدد الوالي، في كلمته التي ألقاها بالمناسبة، على الأهمية الكبرى التي يكتسيها الشباب، قائلا "الجناح الغربي من العالم العربي يضم نسبة كبيرة من الشباب قوامها مائة مليون شخص"، مضيفا "أنتم الأمل في توحيد هذه المنطقة. الأعداء الحقيقيون هم أعداء الأمة، والشباب هم الأمل لنسف كل أنواع الحدود بيننا".