أربكت الوزارة التي أمر بها العاهل المغربي عملية الترميم التي سيقوم بها سعد الدين العثماني لحكومته لمعالجة مخلفات الزلزال الذي أحدثه الملك محمد السادس بإعفائه أربعة وزراء من الحكومة الحالية، وغضبه على آخرين في الحكومة السابقة. وبحسب ما كشف عنه مصدر من الأغلبية الحكومية، فإن قرار العثماني إدخال الوزارة المكلفة بالشؤون الإفريقية ضمن التعديلات التي ستعرفها الحكومة في نسختها الثانية، أربكه وأربك حلفاؤه في الأغلبية، مسجلا أنهم لم يحددوا ما إذا كان سيتولاها شخص سياسي أم تكنقراطي. وفي الوقت الذي نفى فيه مصدر مقرب منه أن يكون رئيس الحكومة قد رفع لائحة الأسماء المقترحة إلى الملك محمد السادس، كشفت مصادر من حزبي الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية أن هذين الحزبين قدما لائحة بأسماء أعضائهما المقترحين إلى رئيس الحكومة، لكن لم يقدما مقترحات تهم الوزارة الجديدة المتعلقة بالشؤون الإفريقية. وجوابا على سؤال لهسبريس حول ما إذا كان الأمر سيقتصر على الوزارات التي أعفى الملك المسؤولين عنها المرتبطة بحزبي "السنبلة" و"الكتاب"، قال مصدر من الأحزاب الحكومية إن "رئيس الحكومة هو من سيحدد الأمر"، منبها إلى أن "ذلك بات مرتبطا بتعديل موسع يشمل القطاعات التي شملها الإعفاء ومعها وزارة جديدة". من جهة أخرى، رفض المصدر المقرب من رئيس الحكومة الكشف عن الأسماء التي اقترحتها الأحزاب لتعويض الوزراء الذين لحقهم الزلزال السياسي، مؤكدا أنه "تم التوصل بمقترحات تصل إلى خمسة أسماء لكل منصب حكومي". وبخصوص رفع العثماني لائحة المقترحات التي توصل بها من طرف الأحزاب إلى الملك، أكد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن رئيس الحكومة لم يقدم اللائحة بعد، موضحا أنه "ينتظر اكتمال الصورة حول وزارة الشؤون الإفريقية والوظائف التي ستقوم بها وكذلك الشخصية التي يمكن أن تشغلها، خصوصا أنها وزارة غير عادية بالنظر للدور الجديد الذي يرتقب أن تلعبه المملكة المغربية في القارة السمراء". وكان الملك قد كلف رئيس الحكومة بتقديم اقتراحات لتعيين مسؤولين جدد في المناصب الشاغرة، مع إضافة الوزارة المكلفة بالشؤون الإفريقية، تهم تعويض كل من محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سابقا، والعربي بن الشيخ، كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتكوين المهني سابقا، ومحمد نبيل بنعبد الله، وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة سابقا، والحسين الوردي، وزير الصحة سابقا.