تتوالى قصص الدواعش المغاربة الذين ألقي عليهم القبض في العراقوسوريا، بعد الاندحار العسكري لتنظيم "داعش" منذ أشهر، حيث ظهر أبو حمزة البلجيكي، وهو مقاتل من أصل مغربي وأبرز المطلوبين لدى أوروبا لتورطه في هجمات باريس في نونبر 2015، في لقاء إعلامي حديث وهو في قبضة الأمن العراقي، يحكي قصة التحاقه بالتنظيم الإرهابي من بروكسيل إلى سورياوالعراق عبر إسطنبول التركية. المثير في قصة أبو حمزة، الذي ظهر في لقاء مع قناة "العربية" الفضائية، هو أن قصة تطرفه بدأت من داخل السجن، بعدما اعتقل في قضية سرقة، قبل أن يلتقي هناك ب"رشيد التونسي"، المعتقل على خلفية تجارة المخدرات، الذي قال إنه أقنعه بالالتزام والقتال في سوريا. "كان عمري 24 سنة، تعرفت عليه بعد دخول لثالث مرة إلى السجن، ووجدته باللحية ويعطي دروسا داخل السجن، أقنعني بأن ما يحدث في سوريا من قتال هو علامة ليوم القيامة وطريق لتحرير القدس". ويتابع الداعشي المغربي، واسمه الحقيقي طارق جدعون ويلقب بأنه "خليفة أباعود"، إنه من أب مغربي وأم بلجيكية وكان قبل تطرفه يشرب الخمر ويمارس السرقة بالمحلات الكبرى في بلجيكا، مضيفا: "كنا نشاهد في التلفاز داخل السجن الأوضاع في سوريا ونداءات مساعدة السوريين في القتال"، مضيفا أنه لبث مع المتطرف التونسي مدة عام داخل السجن يتلقى منه الدروس الدينية، "خرجت من السجن وسمعت أن صديقين لي ذهبا للقتال في سوريا، فتواصلت معهم عبر الفيسبوك فأقنعاني بالهجرة ومهدا لي الطريق إلى سوريا". وحول الطريق التي سلكها أبو حمزة البلجيكي للالتحاق بداعش، وهو منحدر من منطقة فيرفييه البلجيكية، يروي أن هناك مجندين أرشدوه للسفر من بروكسيل إلى إسطنبول، "ثم ركبت حافلة إلى منطقة "أروفا" الحدودية بين تركياوسوريا، فأرشدني وسيط عبر الهاتف وتم إدخالي إلى تل أبيض السورية ثم أخذني شخص مقنع من داعش إلى مكان الإقامة أو المضافة"، موردا أنه بعد يومين تلقى تدريبا مدته أسبوعان في العلوم الدينية خاصة "نواقض الإسلام" و"قواعد تكفير الناس"، ثم تدريبا عسكريا للمدة ذاتها. وبعد تدربه على حمل مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، سينتقل الداعشي المغربي إلى "الرباط العسكري على الحدود التركية السورية، ثم إلى كوباني بمحاربة الأكراد"، ليلتحق بعد ذلك إلى الرقة: "قمت بالإشراف على التدريب البدني في مدرسة داعش لحوالي 60 طفلا أعمارهم ما بين 8 سنوات و16 سنة"، حيث أوضح أن هذه المدرسة "يتم تعليم الأشبال من الفجر حفظ القرآن ثم التربية البدنية والتدريب العسكري لمدة أسبوعين، ثم يعودوا يوما واحدا لرؤية آبائهم". "تزوجت سيدة فرنسية من أصول جزائرية عبر محكمة شرعية، هي من اختارتها لي"، يضيف الداعشي المغربي، الذي أكد أن زوجته طالبته بالعودة بعدما رأت داعش تقتل المدنيين والأطفال في معاركها بكوباني، "قمت بإرجاعها إلى فرنسا عبر تهريب مرتب مع مدنيين وبعدما بعت سلاحين رشاشين كنت أملكهما"، ليتابع بأن تنظيم داعش بدأ يشك فيه بعد هذه الواقعة، "كانوا يريدون سجني، لكنهم في الأخير عاقبوني بإخراجي من سوريا وإلحاقي بالتنظيم في العراق". هناك في الموصل، سيقوم "داعش" بإقحام أبو حمزة، وفق روايته، من أجل تصوير فيديوهات بوجه مكشوف يقوم عبرها بتوجيه تهديدات إلى أوروبا يتوعدها بتنفيذ عمليات إرهابية فوق أراضيها، "أمروني بذلك لأنهم شكوا في كوني جاسوسا حتى أتورط مع الأجهزة الأمنية الأوروبية"، مشيرا إلى ذلك من أساليب داعش، تنضاف إليه أخرى "حيث يقدم كل مقاتل بيعة على شكل فتوى بأنك إن رفضت الذهاب إلى القتال تطلق على قدمه رصاصة، وإن كنت في القتال وتراجعت، تطلق عليك رصاصة في الرأس". وفي رسالة ندم متأخرة، قال أبوحمزة البلجيكي: "أعبر عن اعتذاري للناس الذين كانوا عرضة للعمليات الإرهابية في فرنساوبلجيكا وإسبانيا وألمانيا وفي كل مكان آخر باسم الدولة الإسلامية، وأقول إن هذا لا علاقة له بالإسلام"، متابعا: "أعتذر للشعبين الفرنسي والبلجيكي، فالفيديو الذي قمت بتصويره كان تنفيذا للأوامر. لو لم أفعل ذلك لاعتقدوا أنني جاسوس"، ليوجه رسالة إلى أهله: "اقبلي (زوجتي) اعتذاري أنت وعائلتي التي أشعر إزاءها بندم كبير. ربما لم أكن الابن الذي انتظرتموه".