تتجه بلدية باريس إلى اعتماد خطة طوارئ بمخصص مالي يقارب 700 مليون سنتيم لمواجهة تدفق القاصرين المغاربة في شوارعها، بعدما وصلوا إليها بطريقة غير قانونية وباتوا يعيشون بشوارعها منذ العام الماضي. وقالت صحيفة "لوباريزيان" إن مجلس بلدية العاصمة الفرنسية سيصادق خلال اجتماعه المرتقب اليوم الاثنين على دعم قدره 684.967 يورو لتمويل خطة الطوارئ لأطفال الشوارع المغاربة. ومنذ فبراير من العام الماضي، يجتمع عدد من الأطفال المغاربة القاصرين في شوارع المقاطعة الثامنة عشرة في العاصمة الفرنسية باريس، تقدر الصحافة الفرنسية عددهم بحوالي 60 قاصراً، ستعمل البلدية على توفير رعاية صحية ونفسية لهم. وتحدثت الصحف الفرنسية عن كون هؤلاء تتراوح أعمارهم ما بين 9 و10 سنوات، وآخرين ما بين 14 و17 سنة، وصلوا إلى فرنسا انطلاقاً من مليلية عبر إسبانيا على متن شاحنات البضائع. وقد فشلت كل التدابير السابقة التي أعلنت عنها السلطات المحلية منذ أشهر، لتلجأ إلى تنفيذ خطة طوارئ بالاتفاق مع مركز العمل الاجتماعي البروتستانتي "CASP" وبتعاون مع جمعيات مدنية في باريس. ووصفت الصحافة الفرنسية هذه الحالة ب"غير المسبوقة"؛ الأمر الذي دفع بلدية باريس إلى تخصيص تدابير استثنائية لصالح هؤلاء بعدما بات عددهم في ارتفاع في المنطقة الشعبية "Goutte-d'Or"، وأصبحوا مدمنين على المخدرات ويتعاملون بشكل عنيف. وقال دومينيك فيرسي، نائب عمدة باريس: "هؤلاء الأطفال خطيرون على أنفسهم وعلى غيرهم، هم في حالة صحية سيئة بسبب تعاطيهم لمختلف أنواع الإدمان؛ ولذلك سنعمل على معالجة هذا المشكل، فهو تحدّ حقيقي بالنسبة إلينا". ولكسب هذا الرهان، ستتكلف الجمعيات المدنية المشاركة في هذا المخطط بهؤلاء القاصرين المتشردين، عبر كسب ثقتهم في البداية لإقناعهم بالاستقرار في مراكز استقبال خاصة عوض قضاء أيامهم في الشوارع في وقت تنخفض فيه درجات الحرارة بشكل كبير. وقالت فاليري غويتز، مسؤولة بالمقاطعة الثامنة عشرة في بلدية باريس، في تصريح نقلته صحيفة "لوباريزيان": "أيتام الشوارع ظاهرة لم نرها في باريس منذ الحرب العالمية الثانية. في البداية كانوا يلجؤون إلى السرقات الصغيرة، لكن تحولوا اليوم إلى النشل والسطو، وباتوا يختلطون مع المجرمين الكبار ومهربي السجائر". وكانت السلطات القنصلية المغربية بباريس عبرت، في مارس الماضي، عن استعدادها للمساهمة في معالجة الوضعية الاجتماعية لأطفال يجوبون شوارع عاصمة الأنوار، وتحدث بيان رسمي لها عن "افتراض أن يكون هؤلاء الأطفال من أصل مغربي". وقال بيان سفارة المغرب بباريس آنذاك إن السلطات القنصلية المغربية طلبت مساعدة عمودية العاصمة الفرنسية لمعالجة الوضعية الاجتماعية لهؤلاء الأطفال الذين يوجدون في وضعية صعبة بالدائرة الثامنة عشرة. وأضاف البلاغ أنه في هذا الإطار تم عقد اجتماع بمحافظة باريس، أعربت من خلاله القنصلية العامة المغربية عن استعدادها تسهيل الوساطة مع هؤلاء الأطفال، الذين لا يتحدث بعضهم سوى العربية والإسبانية، وتيسير البحث بالمملكة المغربية عن أسر الذين قد يكونون من أصل مغربي، من أجل استعادة ارتباطهم الاجتماعي.