لم أًكُ أعرف أننا وجهان لا متعادلان حين مدّ الوجع جُزُرَهُ في بحر الغياب وعلى بقاع العذاب... رمى الخطيئة التي اشترى بثمنها... نظرات لومٍ كُحلُها العتاب ويدانِ تلُوحُ للبِعاد..فيسقطها نزف العناد وأصوات تلك المدينة.. إنّها القُدس.. كأصوات الهمس وفي ليلة الأمس... بمحرابكِ أقيمت صلاةٌ للعباد ومن مائكِ توضّؤوا وأُقيمت فروض خمس بذات الخضوع لا الخشوع وهلّلوا لا للحساب في أرض الفيافي والسراب في أرض عض القدر على شفاهه وتنهد زفرات الموت ببطء متلبّسا بوشاح من لهب.. مُلَثّماً أرهقه التعب يطرّز المدى بدم قانٍ.. يصبُّ المواجع قطرات ويغدق كأس الظمأ صبوات مقطرة من عبق العبارات... على جنازة أحياء من مدائن وحضارات فبكت كل الأناجيل في كنائسها وفي المساجد رفعت أيادٍ بالصبابات قباب أياد معطرة بالدعوات أياد أدارت حقولا.. فجاء الخريف بمناجله فحول الحقول إلى صحاري قاحلات يَبَاب تتوالى عليها الغرابيب.. غرابٌ فغُراب فأمسى لقاء الصباح ضباب موحش واغتراب لقاء فلسطين الأبية التي تلاشت عيناها وتمرغت في الكحل ساجدةً.. لقاء عراق صامد يقول: لا تخاطب في العرب أحداً فالعروبة ماتت منتحبة.. سوريا المكلومة تربت على الكتف المبتورة سيروا إلى الله بخطى ثابتة و اسخطوا على اللاَّ إنسانية الساقطة أمّا يُمن اليمن يراقب من بعيد وفي حلقه نشيج مأسور يهمهم في سكون.. لا تذهلوا ممن باعوا الضمير بفاهٍ مطوق بشهادة زور.. نثنٍ بلظى الخمور لا تذهلوا ممن باعوا الضمير بِشارة واحدة داخل بلاط وقصور لم يهتموا.. لا لانتفاضات قلبنا المكسور ولا لتجاعيد وجهنا الحر مدى العصور أ تُسائِلون من حوّلوا ربيعنا الفتي إلى خريف مضمّخ بشتاء من دماء؟؟ و جعلوا تاريخ ماضينا في طي النسيان وأحرقوا الحب بفتيل من حرب ومظالِم شنعاء...