أكد الممثل الخاص للأمم المتحدة لليبيا ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، الجمعة، أن المغرب كان دائما داعما لتسوية النزاع الليبي ويواصل تأييده من أجل التوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع. وقال سلامة، في لقاء صحفي عقب لقائه بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، "أشكر المغرب أيما شكر على تأييده لمبادرة الأممالمتحدة لحل النزاع في ليبيا وأعول على استمرار هذا الدعم للتوصل لتنفيذ هذه الخطة التي تفضلت المملكة المغربية بتأييدها منذ اليوم الأول". وكان المغرب احتضن المشاورات السياسية بين الفرقاء الليبيين في سنة 2015 بالصخيرات، بحضور ممثلي الأطراف المعنية بهذا النزاع بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة السياسية في ليبيا. وتم التوقيع على اتفاق الصخيرات من قبل مختلف الفرقاء الذين حضروا بالصخيرات، بما في ذلك قادة الأحزاب السياسية، المشاركين في الجولة السادسة من المشاورات السياسية الليبية التي انعقدت تحت إشراف الممثل الخاص للأمم المتحدة لليبيا ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، بيرناردينو ليون. وأضاف المسؤول الأممي أنه تم، خلال هذا اللقاء، التطرق إلى سلسلة من المواضيع المتعلقة بالمسألة الليبية، وخاصة السبل التي من شأنها استعادة الاستقرار والسلام في ليبيا، والجهود المبذولة لتسريع عملية تسوية الأزمة الليبيية وتجنب كل نزاع مسلح أو أزمة أمنية، وكذا الحلول المتعلقة بالقضايا الكبرى التي تهم كل مواطن ليبي في معيشته اليومية. واعتبر غسان سلامة، من جانب آخر، أن الرؤية الخاصة بإيجاد مخرج واضح للأزمة الليبية ترتكز على إحداث المؤسسات والتي تنبني على ثلاث عناصر هي الدستور، والمصالحة الوطنية، والانتخابات الرئاسية والتشريعية. وقال سلامة "أنحني أمام تضحيات الليبيين من أجل محاربة الإرهاب، وأحيي الدور الإيجابي والفعال الذي قاموا به بمساعدة من عدد من الأطراف الدولية"، مشيرا إلى أن ذلك يمثل نموذجا على أن الليبيين عندما يتفقون على شيء في مصلحة بلادهم فهم قادرون على تنفيذه. من جهته، قال بوريطة إن الملك محمد السادس يولي أهمية خاصة للملف الليبي، من منطلق العلاقات التاريخية بين البلدين، ومن منطلق انتماء البلدين إلى نفس الفضاء المغاربي، وكذلك من منطلق التحديات التي يخلقها الوضع في ليبيا لكل المنطقة. وأكد بوريطة أن "المغرب يجدد دعمه لدور الأممالمتحدة ولخطة العمل التي وضعها غسان سلامة والتي أيد المغرب مبدأها وتفاصيلها وأهدافها"، مشيرا إلى أن تسوية هذه الأزمة بالنسبة للمملكة يتعين أن يتم في إطار الأممالمتحدة وعملية الصخيرات التي تم تفعيلها تحت إشراف الأممالمتحدة. وأشار الوزير إلى أن "مواقف المغرب نابعة من أن الحل في ليبيا لن يكون عسكريا، وإنما الحل سيكون سياسيا ولن يأتي من الخارج وإنما من الليبيين أنفسهم"، معتبرا أن الحوار وحده وبمشاركة كل الأطراف هو الكفيل بالتوصل إلى حل للأزمة الليبية انطلاقا من الأرضية المشتركة التي هي اتفاق الصخيرات. وشدد بوريطة على أن اتفاق الصخيرات يمثل مرجعا أساسيا لحل الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق قابل للتعديل والتطوير ليأخذ بعين الاعتبار التطورات على الأرض وبعض النقائص التي ظهرت ولتحسين مواده لتتجاوب مع هواجس ومصالح كل الأطراف.