جرى، مساء الخميس، توجيه تهمة "تمويل مخطط إرهابي" إلى إريك أولسن، المدير العام السابق لشركة لافارج هولسيم الفرنسية السويسرية؛ وذلك في إطار تحقيق حول قيام الشركة بتمويل تنظيم الدولة الإسلامية بصورة غير مباشرة، وفق ما أعلن مصدر قضائي. وقد وجّهت إلى أولسن تهمة "تمويل مخطط إرهابي" و"تعريض حياة الآخرين للخطر"، وجرى وضعه تحت مراقبة قضائية، حسب المصدر نفسه. وهناك موقوفان آخران هما كريستيان هيرو، نائب المدير العملاني السابق في الشركة، وبرونو لافون، رئيس مجلس إدارتها السابق. ويشتبه في أن الشركة عقدت ترتيبات مع مجموعات متطرفة، ولا سيما تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فاشترت منها النفط في انتهاك للحظر الأوروبي المفروض منذ 2011، ودفعت لها مبالغ مالية من خلال وسطاء. في أكتوبر 2010، بدأت "لافارج" بتشغيل مصنع للإسمنت في الجلابية في شمال سوريا وأنفقت عليه 680 مليون دولار؛ لكن الاضطرابات الأولى اندلعت في البلاد بعد ذلك بستة أشهر. وسارع الاتحاد الأوروبي إلى فرض حظر على الأسلحة والنفط السوري، وأعلنت الأممالمتحدة أن البلاد في حالة حرب أهلية. اعتبارا من العام ال2013، انهار إنتاج الإسمنت وفرض تنظيم الدولة الإسلامية وجوده في المنطقة؛ لكن وخلافا لشركة النفط "توتال" وغيرها من المجموعات متعددة الجنسيات، قررت "لافارج" البقاء. وقام فرع الشركة السوري بين يوليوز 2012 وشتنبر 2014 بدفع حوالى 5,6 ملايين يورو لفصائل مسلحة عدة؛ بينها تنظيم الدولة الإسلامية، حسب تقرير أعده مكتب "بيكر ماكنزي" الأمريكي في أبريل بطلب من شركة لافارج هولسيم واطلعت وكالة فرانس برس عليه. واستمعت هيئة القضاء الجمركي في مطلع 2017 إلى عدد من المسؤولين في الشركة، وأقر ثلاثة منهم بينهم كريستيان هيرو بتسديد مبالغ مثيرة للشكوك.