سلّط خبراء دوليون، اليوم الخميس في الرباط، الضوء على التحديات التي تواجه الحرفيين والصناع التقليديين المغاربة في سبيل تسويق منتجاتهم، خصوصا على مستوى عمليات البيع بالمنصات الإلكترونية التي باتت اليوم من أنجع الطرق لضمان تسويق واسع عبر العالم. في ندوة حول "الصناعة التقليدية.. طرق النجاح والبيع"، المنظمة في إطار فعاليات الدورة الخامسة من المعرض المهني للصناعة التقليدية "من يدنا"، استعرض خبراء في التواصل والاستشارات المراحل الناجحة لإبراز ما تُبدعه أنامل الصانع التقليدي المغربي، وشددوا على ضرورة أن يخضع الصانع لتكوين احترافي من أجل الترويج للمنتجات ب"طرق مسرحية" تنهل من الموروث الثقافي. برتراند دي بوكسيس، وهو خبير متخصص في مجال التسويق، أوضح أن مسألة تثمين السعر النهائي للمنتوج قبل تسويقه من بين المشاكل الكبرى التي تواجه الحرفيين، وأشار إلى أن الصانع يبذل مجهودات كبيرة في صناعة منتوجه؛ ولكنه لا يمتلك آليات التسويق والبيع. ويرى الخبير في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية أن "مرحلة البيع لا يجب أن تكون نقطة النهاية، بل بداية توطيد العلاقة مع الزبون من أجل بناء الثقة في المنتوج"، وزاد في الصدد ذاته: "على الصانع تحديد نوع علاقته مع الزبون والسمات الخاصة التي تميزه عن غيره لمعرفة ما يبحث عنه قبل أن يبادر بالسؤال عن ما يريد". من جانبها، تطرقت ميريام فيرفيل، المتخصصة في النظم الإيكولوجية الرقمية وشبكات التسويق الرقمي، إلى طرق تقديم المنتوجات التي تجذب اهتمام المشترين والمستثمرين، وأبرزت المتحدثة ذاتها أن الصناع يرتكبون أخطاء كثيرة على مستوى الديكور وإبراز محاسن الإنتاج الحرفي. وأشارت ميريام فيرفيل إلى أن العديد من الفنانين والمصممين الأجانب الذين استقروا في المغرب خلال القرن الماضي وظفوا مهاراتهم المتطورة للقيام بأعمال رائدة مستلهمة من الصناعة التقليدية المغربية، من قبيل ما قام به المصمم العالمي الراحل إيف سان لوران من أعمال خالدة في مدينة مراكش. ودعت الخبيرة في مجال التواصل الفاعلين في الصناعة التقليدي إلى الانفتاح على التجارة الرقمية التي أصبحت تشكل رافداً أساسياً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأوضحت أن البوابات المتخصصة تساعد في تحديد الوجهة لجميع الزبناء عبر العالم، وتزيد من إشعاع المنتوج الصناعي التقليدي، كما تساعد في توفير قاعدة بيانات على الإنترنيت. يذكر أن المعرض، المنظم ما بين 06 و10 دجنبر الجاري، يعرف مشاركة 90 عارضاً على مساحة 4500 متر مربع، ويستقبل مقاولات مشتغلة في القطاع وتعاونيات وصناعا تقليديين، بالإضافة إلى مشترين من أمريكا وإفريقيا وآسيا وأوروبا، ويطمح إلى خلق علاقات تجارية تربط بين المقاولات المغربية وكبار المستثمرين والمتخصصين الأجانب الذين يهتمون بقطاع الصناعة التقليدية ببلادنا.