أثار القرار المثير للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها غضب العديد من الهيئات المغربية المساندة للقضية الفلسطينية، التي دعت إلى وقفة غاضبة مساء اليوم الخميس ومسيرة شعبية يوم الأحد القادم. ووجهت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" و"الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني" نداء إلى المغاربة و"القوى الحية السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية" للمشاركة في "مسيرة الشعب المغربي يوم الأحد 10 دجنبر 2017 بالرباط، الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان". الموعد الاحتجاجي، الذي سينطلق صباح الأحد القادم من ساحة باب الأحد الشهيرة بالرباط، اختارت له الهيئتان المذكورتان، في بلاغ توصلت به هسبريس، شعار "من أجل القدس.. مع المقاومة.. وضد كافة أشكال التطبيع.. مسيرة الشعب المغربي"، مشيرتين إلى أن المسيرة ستكون "شعبية حاشدة". ودعا المصدر ذاته إلى "مبادرات عملية على المستوى الرسمي كفيلة بحماية القدس وتحريرها والتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية"، موضحا أن مطالب المسيرة تأتي لأجل "التصدي للقرار الصهيو_أمريكي الذي يستهدف مقدساتنا وثوابتنا باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني عبر الإعلان عن ما يسمى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس على أساس كونها عاصمة للكيان الصهيوني". محمد بنجلون الأندلسي، رئيس "الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني"، رد على تحذيرات واشنطن لرعاياها الدبلوماسيين بسفارة الرباط من "اندلاع التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية في مختلف المدن المغربية، التي قد تكون عنيفة في بعض الحالات"، (ردّ) بالقول: "نحن لا نعادي الشعب الأمريكي ولسنا ضد أي أمريكي عبر عن رأيه، لأننا نؤمن بالحرية وبسلامة المواقف سواء ضدنا أو معنا". وتابع الأندلسي، في تصريح لهسبريس، مستبعدا وقوع أي أحداث عنف في مسيرة يوم الأحد القادم، قائلا: "نؤكد على أننا لن نمس بأي أمريكي في المغرب ولن نعاديه، لأن الشعب المغربي يدرك معنى الحرية واحترام رأي الآخرين"، مضيفا أن "الشعب الأمريكي لا يتحمل أي مسؤولية في ما يعمله ترامب، لأنه يهيئ للانتخابات القادمة باستعمال الجناح الصهيوني في أمريكا". وأورد الناشط المغربي ذاته: "إننا اليوم في حرب حقيقية مع أمريكا وإسرائيل، وهما وجهان لعملة واحدة، والاعتماد على واشنطن في حل القضية الفلسطينية مجرد مراهنة خاسرة"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تريد الإجهاز على تحقيق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. نحن اليوم في مواجهة آخر هجمة على الشعب الفلسطيني من طرف الرئيس الأمريكي وإسرائيل".