هيمن إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعتراف بلاده رسمياً بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، على أشغال مجلس الحكومة المغربية اليوم الخميس بالرباط. واستنكر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، خلال كلمته الافتتاحية لأشغال المجلس، إعلان الإدارة الأمريكيةالقدس عاصمة إسرائيل، ووصف الخطوة ب"القرار الذي يخالف الواقع الطبيعي والحقائق التاريخية، ويناقض الشرعية الدولية وعدد من القرارات الأممية الصريحة والواضحة في هذا الشأن". وقال المسؤول الحكومي إن "المغرب كان دائماً وسيظل باستمرار يدعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، مؤكداً أن هذا الموقف "خط أحمر لا يمكن التساهل فيه أو التراجع عنه". وذكّر العثماني في كلمته أمام أعضاء الحكومة بالخطوات التصعيدية التي اتخذها المغرب عقب هذا القرار، وأشار إلى أن الملك محمدا السادس وجه رسالة استباقية إلى الرئيس الأمريكي بمجرد ما لاحت أولى إرهاصات هذا القرار الأمريكي، عبّر من خلالها عن "قلق المملكة المغربية وقلق المجموعة الإسلامية التي يمثلها جلالة الملك بصفته رئيسا للجنة القدس الشريف وعن الرفض لهذه الخطوة وتأثيراتها الخطيرة على المنطقة ككل". العثماني أعاد التذكير أيضاً باستدعاء وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بتعليمات من الملك محمد السادس، القائمة بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرباط، ستيفاني مايلي، وسفراء كل من روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة المعتمدين لدى المملكة، باعتبارهم أعضاء دائمين في مجلس الأمن الأممي، بحضور سفير دولة فلسطين بالرباط جمال الشوبكي. وكان الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، قد بعث رسالة إلى رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، دونالد ترامب، باسم 57 دولة تشكل اللجنة وتمثل أكثر من مليار مواطن. وورد في الرسالة الملكية: "فخامة الرئيس؛ يطيب لي أن أتوجه إليكم اليوم، بصفتي رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة تمثل أكثر من مليار مواطن، لأنقل إلى فخامتكم انشغالي الشخصي العميق، والقلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية، إزاء الأخبار المتواترة بشأن نية إدارتكم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية إليها". وشدد رئيس لجنة القدس، ضمن الرسالة نفسها، على "ما أبان عنه دونالد ترامب، منذ تسلمه مهامه، من إرادة قوية وعزم أكيد لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". وأكد العاهل المغربي أن "منطقة الشرق الأوسط تعيش على وقع أزمات عميقة وتوترات متواصلة، ومخاطر عديدة، تقتضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن والإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب، والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة، وإضعاف الأمل في مفاوضات مجدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حل الدولتين".