توالت ردود الفعل العربية الغاضبة والمحذرة من تبعات هذا القرار المتسرع، مباشرة بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو إجراء عمد الرؤساء الأميركيون إلى إرجائه منذ العام 1995، تاريخ إقرار الكونغرس بان القدس هي عاصمة إسرائيل وإصداره قرارا ملزما بنقل السفارة إليها. واعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية أن قرار ترامب حول القدس « يدمر » أي فرصة لحل الدولتين. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينين « للأسف، قام الرئيس ترامب بتدمير أي أمكانية لحل الدولتين » موضحا « اعتقد أن الرئيس ترامب هذه الليلة أبعد الولاياتالمتحدة عن القيام بأي دور في أي عملية سلام ». وقال القيادي في حركة حماس اسماعيل رضوان لصحافيين ان القرار من شأنه أن « يفتح أبواب جهنم على المصالح الاميركية في المنطقة »،ودعا الحكومات العربية والاسلامية الى « قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الادارة الاميركية وطرد السفراء الاميركيين لافشاله ». ومن جهتها اعتبرت الاردن قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب خرقا للشرعية الدولية والميثاق الأممي. المكسيك أعلنت أنها ستبقي على سفارتها في تل أبيب بعد قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وفي أول ردود فعل على القرار الأمريكي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيهدد السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبرا أن وضع القدس لا يمكن تحديده إلا عبر التفاوض. وأضاف غوتيريش أن القدس مرتبطة بالحل النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا أنه سيبذل قصارى جهده لإقناع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين بالعودة إلى المفاوضات. وأشار غوتيريش إلى أنه لا بديل عن حل الدولتين واعتبار القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين، مشددا على أنه لا توجد خطة بديلة. ومن جهة أخرى رحب بنيامين نتنياهو، بقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واصفا إياه بالتاريخي والشجاع. وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء دول العالم بنقل سفاراتهم إلى القدس بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيام بهذه الخطوة.وقال نتنياهو إن أي اتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين يجب أن يتضمن القدس عاصمة للدولة العبرية، وفق تعبيره. واستدعت وزارة الخارجية والتعاون سفراء كل من روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة المعتمدين في الرباط، باعتبارهم أعضاء دائمين بمجلس الأمن للأمم المتحدة، وذلك بحضور سفير دولة فلسطينبالرباط، جمال الشوبكي. وسلم ناصر بوريطة، وزير الخارجية التعاون الدولي القائمة بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية، رسالة خطية موجهة من الملك إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أكد فيها « انشغاله العميق » إزاء هذه الإجراء. وقال العاهل المغربي في الرسالة، أن « المساس بالوضع القانوني والتاريخي المتعارف عليه للقدس، ينطوي على خطر الزج بالقضية في متاهات الصراعات الدينية والعقائدية، والمس بالجهود الدولية الهادفة لخلق أجواء ملائمة لاستئناف مفاوضات السلام ». ويعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعا طارئا، السبت المقبل، لمناقشة التحركات العربية إزاء إعلان ترامب. وجاء الاجتماع بناء على طلب من فلسطين والأردن وأيده المغرب، إذ إنه يتطلب للموافقة على عقد اجتماع طارئ للمجلس طلب دولة عضو في الجامعة وموافقة دولتين من بين الدول ال22 الأعضاء. وأفادت مذكرة لمندوبية دولة فلسطين بأن « الاجتماع سيناقش بحث التحركات العربية الواجبة إزاء هذا التغير المحتمل في الموقف الأميركي الذي يمس بمكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي ».