يواجه سكان المناطق الجبلية بالأطلسين الكبير والمتوسط انخفاضا شديدا في درجات الحرارة؛ الأمر الذي حمل معه نزلات برد قاسية. وحول هذه الظاهرة، رصد التطبيق الأمريكي AccuWeather أن قساوة البرد بمدينة إفران سجلت فجر الثلاثاء الماضي 8 درجات تحت الصفر لتتجاوز برودة مدينة مونتريال الكندية وسان بيترسبورغ الروسية في التوقيت نفسه، لكن مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية المغربية نفى ذلك في اتصال بهسبريس. وقال: "روسيا تعرف انخفاضا في درجات الحرارة يصل إلى ناقص 45 درجة مئوية؛ الأمر الذي لا يمكن مقارنته مع إفران التي تصل درجات الحرارة بها إلى ناقص 7 أو ناقص 8 على الأكثر". وحول موجة البرد التي تعرفها جل المناطق ببلادنا، قال الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، في تصريح لهسبريس، إن "الطقس خلال هذا الأسبوع سيظل باردا بالمرتفعات والمنطقة الشرقية والهضاب، وستتراوح الحرارة بهذه المناطق بين درجة واحدة و5 درجات تحت الصفر". وأضاف: "ستشهد جل مناطق المملكة تغيرا ملحوظا في درجات الحرارة، ومن المتوقع أن يتحسن الجو ابتداء من يوم الخميس بسبب تغير مجرى الرياح الباردة القادمة إلينا من أوروبا إلى رياح دافئة قادمة من المحيطين ستساهم في القضاء على الصقيع". وبخصوص التساقطات المطرية، أوضح يوعابد أن "توقعات الأسبوع لا تظهر أي احتمال للتساقطات المطرية بكثافة خلال الأيام القليلة القادمة، باستثناء بعض السحب المتوجهة نحو المملكة من المتوقع أن تعطينا بعض الزخات المطرية يوم السبت المقبل". وفي إطار التدابير الاستباقية لمواجهة التقلبات الجوية والانخفاض الشديد في درجة الحرارة الذي تعرفه بعض مناطق المملكة خلال فصل الشتاء، خصوصا بالمناطق الجبلية، أكد محمد بلعوشي، المختص في الرصد الجوي، على ضرورة تجنب استعمال الموقد الشعبي "المجمر" الذي يقضي على الأكسجين بالأماكن المغلقة، وبالتالي قد يتسبب في اختناق قاتل، ناهيك عن استعمال تدفئة الغاز الطبيعي الذي حصد ببلادنا عددا لا يحصى من الأرواح في السنوات الماضية. وأوضح المختص في الرصد الجوي لهسبريس أن ظاهرة موجة البرد التي تجتاح جل مناطق البلاد ناتجة عن هبوب كتل هوائية شرقية جافة وجد باردة تعرف دروتها بالجبال والمرتفعات، بالإضافة إلى عدم تواجد سحب دافئة تلطف قساوة البرد. وزاد بلعوشي موضحا: "هذه الكتلة الهوائية القاسية قادمة من الشرق، ولو مرت بالمحيط لكانت مشبعة بالرطوبة؛ الأمر الذي سينقص من حدتها، وهذا ما جعل مناطق الأطلسين والمرتفعات التي يتخطى علوها 2000 متر أشد قساوة وصقيعا من باقي مناطق المغرب". وعن قساوة البرد بإفران وضواحيها التي قيل إنها تفوق برودة روسيا وكندا، قال المتحدث: "لا مجال للمقارنة بين المناطق الجبلية والدول الاسكندنافية وروسيا الواقعة في مناطق القطب الشمالي، التي لا تظهر بها الاشعاعات الشمسية في هذه الفترة بشكل كلي". وعزا بلعوشي إحساس المغاربة ببرودة شديدة إلى "قدرة تحملهم الضعيفة؛ لهذا فالكثير من المغاربة يحسون بقساوة البرد الحالية نظرا لأنهم يميلون إلى العيش تحت درجات حرارة مرتفعة نوعا ما". وأشار المختص في الرصد الجوي الى أن المملكة ستشهد ارتفاعا طفيفا في درجات الحرارة يوم السبت، كما ستهب رياح دافئة محملة بالسحب من المتوقع أن تعطي بعض القطرات المطرية.