أكدت مصادر في الإدارة الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب سيعلن في خطابه الذي يلقيه اليوم الأربعاء من البيت الأبيض، القدس عاصمة لإسرائيل. جاء ذلك على لسان مصادر من الإداراة الأمريكية، في تصريحات صحفية عبر الهاتف، أدلت بها لعدد من وسائل إعلام أمريكية وأجنبية من بينها وكالة الأناضول التركية، رافضة الإفصاح عن هويتها، بسبب حساسية الموضوع. المصادر ذكرت أن قرار ترامب الذي اتخذه بعد التشاور مع كافة المؤسسات الأمريكية الحكومية ذات العلاقة، جاء من منطلق "الاعتراف بالأمر الواقع"، مؤكدة أن خطوة الرئيس، "مدعومة من قبل الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)" وأنها جاءت "تنفيذاً لوعد إنتخابي قطعه (على نفسه)". ولفتت إلى أن ترامب "سيواصل بقوة دعم عملية السلام" بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وأن موقف واشنطن من حالة "الوضع الراهن للحرم الشريف/ معبد الهيكل، لازال كما هو دون تغيير"، مؤكدة أن "الرئيس سيعترف أو أنه سيقول بأن حكومة الولاياتالمتحدة تعترف بإن القدس عاصمة إسرائيل". واستطرد قائلا "وهو يرى هذا الأمر، أو أننا نرى هذا الاعتراف بمثابة تسليم بالأمر الواقع، من ناحية الواقع التاريخي". وتابع "وذلك على اعتبار أن القدس كانت عاصمة الشعب اليهودي والديانة اليهودية منذ القدم وحتى الواقع المعاصر، حيث تحوي المواقع الحكومية لوزارات الحكومة الإسرائيلية ومشرعيها ومحكمتها العليا وغيرها، منذ تأسيس إسرائيل المعاصر عام 1948". واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت لاحقاً ضمها إلى القدس الغربية، معلنةً إياها "عاصمة موحدة وأبدية" لها، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به. وأضاف المصدر ذاته قائلا "الإعلان الثاني (للرئيس الأمريكي دونالد ترامب)، سيكون توجيهه لوزارة الخارجية من أجل بدء عملية نقل السفارة من موقعها الحالي في تل أبيب إلى مكان بالقدس". ولفت إلى أن هذا القرار لايعني "أن نقل السفارة سيتم (الأربعاء)، فهذا أمر مستحيل عملياً، فهنالك ألف موظف تقريباً في السفارة بتل أبيب، وليس هنالك موقع في القدس يمكن أن يتم التحول إليه اليوم ويستطيع أن يتحمل هذا العدد". وتابع "لذا فإن الأمر سيتطلب بعض الوقت للعثور على موقع ومعالجة المخاوف الأمنية وتصميم بناء جديد وتمويل بناء جديد وبنائه". وفي السياق ذاته أضاف المصدر نفسه أن ترامب "سيوقع الأربعاء على أمر قرار وقف نقل السفارة الأمريكية الذي اعتاد الرؤساء الأمريكيين على توقيعه منذ صدور قرار الكونغرس بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس عام 1995، وذلك لإسباب إجرائية، تتعلق بصرف ميزانية السفارة الموجودة في تل أبيب"، مشيرا إلى أن توقيع قرار وقف نقل السفارة أمر ضروري يتعين على ترامب اتخاذه، لتجنب استقطاعات مادية كبيرة من أموال وزارة الخارجية. وتابع المصدر "هذا الأمر(نقل السفارة) قد يستغرق عدة سنوات، ولايمكن أن تتم في عدة اشهر أو سريعاً، وهذا قد يحتاج إلى بعض الوقت". وفي سؤال له عن إمكانية نقل السفارة قبل انتهاء الولاية الأولى الرئيس الأمريكي الحالي، أكد المصدر أنه لم يحدث أن تم نقل سفارة في مدة 4 سنوات. ومنذ إقرار الكونغرس الأمريكي، عام 1995، قانونًا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، دأب الرؤساء الأمريكيون على تأجيل المصادقة على هذه الخطوة لمدة ستة أشهر؛ "حفاظًا على المصالح الأمريكية". ودعت منظمات أمريكية إسلامية، بينها المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية ومسلمون أمريكيون من أجل فلسطين إلى القيام بتظاهرات اليوم الأربعاء أمام البيت الأبيض وقت الظهيرة.