أطلق المجلس الجماعي لجماعة سعادة، ضواحي مدينة مراكش، نهاية الشهر الماضي، جلسة فتح الأظرفة المتعلقة بطلبات عروض أثمان تتعلق بمشاريع عدة، منها بناء قنطرة على وادي البهجة، وتوسيع وتقوية الطريق الرابطة بين طريق السلسة والوادي المذكور بدوار عبو خرباش، وغيرها من الطرق بكل من دوار أولاد با وكيو. المشاريع السابق ذكرها أثارت امتعاض سكان دوار أولاد بن عزوز، بجماعة سعادة (15 كلم خارج مراكش)، والأطر الإدارية والتربوية العاملة بإعدادية السعديين بالمنطقة ذاتها، بسبب إقصاء مقطع طرقي ممتد على أربعة كيلومترات، يربط الدوار بالمؤسسة سابقة الذكر، معبرين، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن معاناتهم مما وصفوه ب"التماطل والإقصاء الذي تعرفه المنطقة والسكان القاطنون بالمدشر المذكور"، حسب تعبيرهم. وعبّر السكان المتضررون، في شكايات تتوفر عليها هسبريس، عن مشاعر التذمر التي تنتابهم جراء الوضعية المزرية للمسلك الطرقي المذكور، الذي يستخدمونه يوميا من أجل التسوق وقضاء مختلف الأغراض الإدارية. وكانت جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة المشار إليها وجهت شكايات عديدة في الموضوع إلى كل من والي جهة مراكش أسفي، وعامل إقليممراكش، ورئيس المجلس القروي لسعادة، والمندوب الإقليمي لوزارة التجهيز، من أجل رفع الضرر عن سكان المنطقة، ووضع حد لمعاناتهم، التي تزداد مع تهاطل الأمطار، ما يؤثر سلبا على تعليم التلاميذ، ويمنع الأطر الإدارية من الالتحاق بالعمل. عبد اللطيف شيخاوي، مستشار جمعية شباب القرية للتنمية والرياضة، أوضح لهسبريس أن المجتمع المدني يرافع منذ سنة من أجل إصلاح هذا المسلك، "الذي يوجد في حالة يرثى لها، خاصة بعد التساقطات المطرية، إذ يتحول إلى مستنقع من الأوحال؛ ما يحول دون وصول التلاميذ والأطر التربوية والإدارية إلى الإعدادية"، حسب تعبيره. "رغم انطلاق الدراسة هذه السنة بالإعدادية التي أنجزت من قبل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جيكا)، في إطار برنامج دعم قطاع التربية الأساسي، لازلنا نعاني مع المسلك الطرقي المذكور"، يقول الفاعل الجمعوي ذاته، موردا: "لدينا معلومات تفيد بأن الغلاف المالي للمشروع تم توفيره منذ شهر أبريل 2016"، وزاد: "كل ما يتعلق بهذا المقطع الطرقي أنجز دون أن نرى أي مؤشر على الشروع في إصلاحه". ولتوضيح تأخر إصلاح المقطع الطرقي ذاته، ربطت هسبريس الاتصال بأحمد الطالبي، رئيس المجلس الجماعي لسعادة، الذي رتب معها أكثر من موعد، لكنه كان في كل مرة يخلف وعده.