على بُعد حوالي ثلاثين كيلومترا من مركز أفورار، بوابة إقليمأزيلال، وعلى امتداد حوالي سبعة كيلومترات من إذاعة تزركونت، ينزوي دوار آيت علي أُمحند، محتضنا عشرات الأسر الهشة التي أبت إلا أن تتشبث بانتمائها إلى المنطقة على الرغم من قسوة الطبيعة وإكراهات العزلة التي تفرضها الطريق الرابطة بينها وبين المحيط. بدوار آيت علي أُمحند، التابع إداريا الى جماعة بين الويدان بإقليمأزيلال، والقابع بين جبال شاهقة تكسوها نباتات وأشجار مختلفة، يشتكي مواطنون من الحالة المزرية التي يعرفها المقطع الطرقي الرابط بين إذاعة تازركونت وتيزي عبر دوار آيت اعلي أمحند وبين هذا الأخير وجماعة بين الويدان. يقول ظهير سعيد، المنحدر من دوار آيت علي أُمحند، إن الساكنة تطالب بإصلاح هذا المقطع الطرقي الرابط بين تزركونت ودوار آيت علي امحند نيغيل منذ 1973؛ غير أن الطريق لا تزال إلى حدود 2019 على حالها. وذكّر ظهير بأن حوالي ست نساء لفظن، بسبب الوضع الكارثي للطريق المعنية، أنفاسهن والسابعة كادت أن تكون ضحية أخرى، قبل أن يجري إنقاذها بأعجوبة، بعدما تعرضت للسعة عقرب وجرى نقلها عبر المقطع الطرقي إلى المستشفى الجهوي ببني ملال على متن سيارة خاصة لأحد أفراد عائلتها الذي كان يوجد بالدوار خلال أيام عيد الأضحى؛ وهو ما تسبب في خسائر مادية جسيمة بالسيارة بلغت أزيد من 10 ألف درهم. وأضاف المتحدث أن وفاة النساء الحوامل يعود الى عدم رغبة مستعملي وسائل النقل ولوج هذه الطريق وكذا الى رفض باقي وسائل الإنقاذ الأخرى الدخول إلى الدوار، خاصة خلال فترة التساقطات الثلجية، حيث تنقطع كل وسائل الاتصال مع العالم الخارجي؛ وهو ما يزيد من صعوبة معالجة بعض الحالات التي تتطلب تدخلا فوريا. وشدد محمد اليوسفي، وهو من قاطني دوار آيت علي امحند نيغيل، على أن المقطع الطرقي "أصبح عنوانا لعديد من المخاطر التي تلحق أضرارا جسيمة بسيارات العائلات التي تزور المنطقة، وتكون مجبرة على استعمال هذا المقطع الرابط بين تزركونت وتيزي وبين وجماعة بين الويدان"، مؤكدا أن تأخر إصلاحه أضر بعدة قطاعات أخرى، ضمنها التعليم والصحة. وأوضح المتحدث أن ساكنة الدوار تذمّرت من كثرة الوعود، ولم تعد تحتمل هذا الواقع المر، الذي يتسبب في معاناة إضافية للساكنة التي تجهل أسباب عدم معالجتها، مبرزا أن المنطقة غنية بمؤهلاتها الطبيعية، وتحتاج فقط إلى ربطها بالمحيط الخارجي من خلال إصلاح هذا المقطع الطرقي الذي يقول إنه سينعش الحياة بالمنطقة وسيمنع العشرات من الأسر من الرحيل . وذكر اليوسفي أن المقطع الطرقي، الذي يربط بين دواره وتيزي من جهة وبين جماعة بين الويدان من جهة ثانية، بات مطلبا ضروريا للتخفيف من عبء المعاناة التي تطارد الساكنة كلما تمكّن المرض من شيخ أو طفل، أو حلّ زمن المخاض بامرأة أو توفي أحد القاطنين بالدوار، أو لسعت عقرب شخص ما، حيث يصعب نقل مثل هذه الحالات على وجه السرعة إلى أقرب نقطة للعلاج. والتمس المتحدث من عامل الإقليم التدخل عاجلا لإنقاذ الوضع قبل بلوغ موسم الثلوج الذي يحوّل الدوار الذي يقطن به إلى منطقة منكوبة، مشيرا الى أن تهميش الدوار وإقصاءه من عدد من الإصلاحات التي طالت تجمعات سكنية قريبة منه من شأنه يزيد من احتقان الساكنة التي قررت طرق جميع الأبواب، بما في ذلك العمالة من أجل الحد من محنة الساكنة التي عمرت طويلا دون معرفة الأسباب الحقيقية التي تحول دون استفادتها من برامج التنمية المحلية. ويطالب المصرحون، من خلال جريدة هسبريس الالكترونية، بإصلاح المقطع الطرقي الرابط بين تزركونت ودوار آيت علي امحند، ويقولون إن هذا المطلب يقض مضجع الساكنة ويزيد من قلقها كلما اقترب موسم البرد، حيث تزداد المحنة أكثر، ولا أدل على ذلك- يقولون- أن رجلا توفى بمنزله وظل به لمدة ثلاثة أيام بعدما انقطع حبل التواصل مع المحيط بسبب علو الثلوج واختفاء آثار المسالك، وعدم قدرة الجرافات على ولوج هذا المقطع الطرقي بسبب أحجاره المتباينة. ومن جانبه، أقر عبد الرحمان العسري، رئيس جماعة بين الويدان الترابية، بعدما شدد على أهمية المسالك والطرق بالدواوير والتجمعات السكنية، بصعوبة إنجاز البعض منها من طرف الجماعة الترابية وحدها بالنظر إلى تكلفتها المالية الباهظة. وأكد العسري في الوقت نفسه أن المجلس الجماعي لم يتوان في الترافع لدى كل الجهات المعنية بالتنمية المحلية، من أجل إيجاد حل لهذه الإكراهات التي تبقى معدودة وتزيد من صعوبتها تضاريس المنطقة. وقال رئيس الجماعة إن المجلس الجماعي قام، في إطار تفاعله مع مطالب وحاجيات مختلف دواوير الجماعة الترابية ومن ضمنها دوار آيت علي امحند نيغيل، بإنجاز الدراسة الخاصة بهذا المقطع الطرقي المذكور، مشيرا إلى أنه من المرجح جدا أن تتم برمجته خلال عام 2020.