سعياً إلى خلق فرصة لتبادل وجهات النظر حول قضايا الهجرة واندماج الثقافات في المغرب ولمّ شمل الفنون بمختلف تلويناتها، افتتح مهرجان "منصة المهاجرين" دورته الثامنة والذي تحتضنه العاصمة الرباط. فاطمة الزهراء زوازو، المكلفة بالتواصل بمجموعة "دابا تياتر"، أوضحت، في تصريحات لهسبريس، أنّ المهرجان، المنظم بشراكة مع مجموعة مناهضة العنصرية والدفاع عن حقوق المهاجرين والأجانب بالمغرب، يندرج في إطار شراكة تجمع بين الجانبين الثقافي والاجتماعي، وأنتجت مشروعاً مجتمعاً استثنائياً أخذ طابع المهرجان من أجل خلق منصة للتواصل لطرح ومناقشة القضايا المتعلقة بالهجرة، من خلال عدد من الأنشطة الفنية والثقافية المتنوعة. من جهته، أبرز بلال الجوهري، المسؤول عن التواصل بمجموعة "كاديم"، أنّ المهاجرين، خاصة المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، يعانون مشاكل كثيرة؛ بالرغم من تحسن وضعية المهاجرين المقيمين بالمغرب، بفضل القوانين المحدثة في إطار سياسة الهجرة منذ 2013. وقال الفاعل الحقوقي: "هذه المشاكل لا تختلف عن مشاكل المواطن المغربي؛ لكنها بشكل مضاعف، إذ نجد أن المسطرة القانونية للتشغيل تعجيزية؛ وهو ما ينطبق على السكن والصحة"، مطالباً السلطات المغربية بتكثيف جهودها لتسهيل مأمورية هذه الفئة. وتابع الجوهري بالقول: "مهرجان "منصة المهاجرين" يهدف في عمقه إلى خلق فضاء للتواصل بين المغاربة والمهاجرين بمختلف جنسياتهم، ومحاربة العنصرية، والتشجيع على التعايش، وتصحيح نظرة كل واحد عن الثاني". المخرج الوثائقي هشام رفيع اعتبر أنّ المهرجان يكتسي أهمية كبرى، لمزجه بين مختلف الأشكال التعبيرية لمهاجرين أفارقة، بهدف التعبير عن حياتهم ومشاكلهم وإدماجهم في المجتمع المغربي، مضيفاً إلى قوله "المهرجان يبرهن عن التقدم الذي حققه المغرب في التعامل مع قضايا والمهاجرين". وعلى امتداد أيام المهرجان، سيجمع "منصة المهاجرين" بين عروض متعددة تقدمها فرق من بلدان مختلفة، تتوزع بين السينما والمسرح والفيلم الوثائقي والفن التشكيلي، إلى جانب تقديم ورشات لحكايات الأطفال وتنظيم ندوات.