حملت المواجهة التي أجرتها هيئة الحكم بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ظهر الاثنين، بين المتهمين في ملف مقتل البرلماني عبد اللطيف مرداس، واستمرت لساعات طوال، مفاجآت جديدة واعترافات خطيرة. فقد أكد المتهم حمزة، ابن شقيقة المتهم الرئيسي، المتابع بتهمة المشاركة في جريمة القتل، خلال مثوله أمام القاضي، أن خاله المستشار الجماعي السابق هشام المشتراي وراء قتل البرلماني مرداس أمام منزله بحي كاليفورنيا. وسرد المتهم تفاصيل ليلة السابع من مارس الماضي، وأكد أنه قام بكراء سيارة خفيفة من طراز "داسيا" سوداء اللون، تحمل ترقيما جديدا، ليلتقي بخاله الذي كان يحمل حقيبة صيد، ثم ركب معه فيها. وتابع المتهم حمزة أنهما ذهبا معا في السيارة نفسها صوب حي كاليفورنيا، مشيرا إلى أن والدته اتصلت به لحظتها قائلة: "قلبي بغا يسكت إلى كنتي غادي دير شي حاجة ما ديرهاش". وسكت المتهم حمزة، الذي كان قد جرى اعتقاله في تركيا، برهة وهو يذرف الدمع، ثم واصل: "نعم، هو القاتل، عندما أطلق الرصاص صوب الضحية أمرني بالفرار، ثم قصدنا سيارته التي كان يركنها بعيدا ليمتطيها". هشام مشتراي، المتهم الرئيسي، حين مواجهته بهذه الوقائع الواردة على لسان ابن أخته، نفى ذلك جملة وتفصيلا قائلا: "لا وجود لدليل على ذلك، ولا يتوفر على شهود على هذا الكلام". وأردف: "ابن أختي اتصل بي وكان يرغب في السفر مع أصدقائه، وأنفي أنني طلبت منه كراء السيارة لتنفيذ الجريمة"، مضيفا: "لو أردت ذلك، لكنت قد دفعت مبلغا لتجريب سيارة جديدة وتنفيذ العملية وارجاعها لأصحابها". وشدد المشتراي خلال مواجهته بالأسئلة من طرف القاضي على أنه لم يقتل: "والله اللّي عالم من قام بذلك"، مشيرا إلى أنه تعرض للتعنيف من طرف الأمن، مستعرضا منديلا ورقيا به قطرات دم كدليل على ذلك. وتابع قائلا: "لا يمكن أن تنفذ جريمة وتنام وتأكل بشكل عادٍ"، مشددا في الوقت نفسه على أنه "لم يسبق لي زيارة منزل الهالك بسيارتي". واستعرض المتهم الرئيسي خلال هذه الجلسة تفاصيل ذلك، مؤكدا أنه كان طوال النهار بمقر الجماعة، والتقى بعدة أشخاص في أوقات مختلفة بعد الخامسة مساء من اليوم ذاته. وكدليل على براءته من التهم المنسوبة إليه، أكد أن "الأمن لو تبين له بأن الكرطوشة الخاصة بالبندقية المستعملة في ملكيتي، كان سيأتي مباشرة إليّ، والبوليس عند حضوره إلى مكان وقوع الجريمة حمل الكرطوشة". واعتبرت المحامية ديلار لخليفي، دفاع المتهم حمزة، في تصريح لهسبريس، أن موكلها يعد "العلبة السوداء، قدم معطيات حول القضية، وهي التفاصيل نفسها التي أوردها أمام قاضي التحقيق". ومن شأن التصريحات التي جاءت على لسان موكلها، تورد المحامية ديلار لخليفي، أن تغير مجرى المحاكمة في الجلسات المقبلة، لاسيما وأنها جاءت مطابقة لما ذهبت إليه التحريات الأمنية في القضية. من جهته، دفاع المتهم مشتراي طالب بترجمة تقارير الخبرة المتعلقة بالأسلحة، أو استدعاء الخبراء الذين أشرفوا على التقارير. وشددت هيئة الدفاع على أن التقريرين المتعلقين بالخبرة التي أجريت على السلاح المستعمل متناقضين؛ إذ "نجد التقرير الأول يناقض التقرير الثاني ونتيجتهما مختلفة، ولهذا نطالب باستدعاء الخبيرين اللذين أنجزا التقريرين". كما دعا دفاع المشتراي هيئة الحكم إلى الانتقال إلى الشارع الذي تتواجد فيه فيلا الراحل مرداس، "للتحقق ما إذا كان يمكن مرور سيارتين في اتجاهين متعاكسين بشكل عاد". وعرفت الجلسة، التي جرى تأجيلها في انتظار إجراء مواجهة بين المتهمة زوجة الراحل مرداس والسيدة التي كانت على علاقة بها إلى جانب المتهم مشتراي، حضور أقرباء المتهمين الذين تفاجؤوا بالتصريحات التي جاءت على لسان الشاب حمزة وتأكيده على وقوف خاله وراء قتل البرلماني السابق عن حزب الاتحاد الدستوري.